أندرو تايبلر، وهو باحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط ومراقب للسياسة الأمريكية تجاه سوريا ، يقول إن “التمويل هو عبارة عن خطوة كبيرة للإدارة وإشارة على أنها لا تعتقد أن الأزمة هناك ستنتهي في وقت قريب”، كما يقول إن الإدارة مدفوعة بثلاثة أسباب، “أولها الجهاديون ، ثانيها موقف الأسد من جنيف، حيث إنه قتل العدد الأكبر من الســوريين خلال المفاوضات، الأمر الذي يشير إلى عدم رغبته بالتنازل عن أي شيء، وثالثها هو تخلص النظام من الأسحلة الكيميائية، فالأسد لم يعد مفيدا”.
البيت الأبيض، قال إن الدعم هو خطوة إضافية لمساعدة الشعب الســوري للدفاع عن نفسه ضد هجمات النظام، وضد القوى المتطرفة التي تجد ملجأ في الفوضى. والخارجية الأمريكية قالت على لسان المتحدثة، ماري هارف، إن الهدف هو أيضا مساعدة المعارضة على فرض الاستقرار والأمن في سوريا . وأكدت هارف أنه سيتم اختيار الأطراف التي تتلقى الدعم بشكل دقيق.
و”للتخفيف من خطر وقوع الدعم في الأيادي الخطأ، فإن كل الجهات المعتدلة التي ستتلقى المساعدات سيتم فحصها من خلال عمليتنا الرسمية، ومن خلال التنسيق مع المجلس العسكري الأعلى” قالت هارف أثناء المؤتمر الصحافي اليومي في الوزارة.، بحسب ما ورد في تقرير لـ”العربية”.
وإن تمت الموافقة على التمويل، فسيأتي التدريب والتسليح من قبل وزارة الدفاع وليس السي آي إيه، الأمر الذي يزيد من جديته ونوعيته وكميته.
أما جاي غزال، وهو مراقب للكونغرس ومستشار حول الشؤون التشريعية يتوقع أن تتم الموافقة على مطلب الإدارة “السؤال هو على ماذا بالتحديد ستحصل المعارضة الســورية؟”، يقول غزال الذي يتوقع أن يتم نقاش التمويل في لجنتي الشؤون المسلحة والاعتمادات في كلا المجلسين خلال الأسبوعين المقبلين.
لكن هذا الدعم بالأسلحة والتدريب، لن تراه المعارضة لأشهر على الأغلب، فهو يتطلب أولا موافقة الكونغرس ككل على المبلغ، ومن ثم على تفاصيل الأسلحة التي تريد الإدارة إرسالها.
فالتدريب الأولي للمعارضة لن يتنهي قبل سبعة أو ثمانية أشهر بعد موافقة الكونغرس، حسبما قال مصدر في وزارة الخارجية.
لكن هذا لا يعني أن الإدارة لن تستطيع أن ترفع وتيرة مساعداتها الحالية عبر برنامجها الحالي السري من خلال السي آي إيه، بيد أنه لم يتضح بعد إن كانت هناك رغبة أمريكية، من قبل الإدارة أو الكونغرس، بتسليح المعارضة بمضادات طائرات.