تقلب وغموض وأزمة ثقة تسيطر على العلاقات الأمريكية التركية.. وموسكو هي الرابح الأكبر

قـــراءة فــي الـصحف
نشر موقع “المونيتور” الأمريكي، من الواضح أن الخلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن الأزمة السورية صار أزمة في حد ذاته، وهو خلاف يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على الأرض وعلى الساحة الدبلوماسية.
تستغل موسكو ببراعة حال شبه الشلل التي تمر بها صناعة القرار الأمريكي في انتظار تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير/ كانون الثاني، فالتعاون الروسي التركي الذي تجسد بوضوح في إخلاء جماعات المعارضة من حلب همش الولايات المتحدة وأوروبا، وبعد هذه الخطوة ضمنت موسكو وأنقرة وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا بدءا من الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول.
يتجلى التعاون بين أنقرة وموسكو أيضا في البيان الذي أصدرته قيادة الجيش التركي عن قصف سلاح الجو الروسي أهدافا لتنظيم الدولة جنوبي مدينة الباب في شمال سوريا في ال28-29 من ديسمبر، وذلك دعما لعملية درع الفرات التي تشنها تركيا. وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها روسيا دعما جويا لعملية درع الفرات المستمرة منذ 130 يوما، وقتل فيها 40 جنديا تركيا.
ونظرا لطول حصار مدينة الباب اتسعت الأزمة بين أنقرة وواشنطن، ففي السابع والعشرين من ديسمبر أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لم تحصل على الدعم الكافي من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، واتهم قوات التحالف بدعم تنظيم الدولة ووحدات الحماية الشعبية الكردية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقال “سنقطع الحبل السري بأنفسنا، ونقطع العلاقات مع التحالف”.
جاء رد الولايات المتحدة في الثامن والعشرين من ديسمبر ببيان قوي غير معتاد أصدرته السفارة الأمريكية في أنقرة قالت فيه، “إن الإدارة الأمريكية لا تدعم تنظيم الدولة، ولم تزود الواي بي جي ولا البي كي كي بالأسلحة أو المتفجرات”. كان هذا أول بيان من هذا النوع يصدر عن السفارة الأمريكية، الأمر الذي أثار رد فعل قوي من قبل الرئيس أردوغان، فقال في اليوم التالي “لم نحصل على أي دعم ولو ضئيل في عمليتنا في مدينة الباب من حلف الناتو أو مما يسمى الدول الحليفة التي تملك قوات في المنطقة”.
تتباين أهداف الولايات المتحدة وتركيا تباينا كبيرا، وتتفاقم أزمة الثقة بينهما، ولذلك فمن غير الممكن أن ينسقا أي عملية في الرقة، وهذا هو السبب في أن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد علقت هجماتها في الرقة، ويبدو الآن أن نتيجة عملية درع الفرات ومستقبل الباب سيقرران مستقبل مدينة الرقة.
ونقرأ في صحيفة الـ “واشطن بوست”، “المساعدات الأمريكية للأكراد تؤجج الصراع في المنطقة”.
تقول الصحيفة، إن المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة إلى وحدات الحماية الكردية تؤجج الصراع في المنطقة وتزعج تركيا وقوى محلية في سوريا.
ولفتت مديرة مكتب الصحيفة في بيروت ليز سلاي في مقالة نشرت الأحد 8 يناير/كانون الثاني إلى أن غاية ذلك الدعم هو مساعدة قوات الأكراد في سوريا على الانتشار في منطقة واسعة تقطنها أغلبية عربية في هذا البلد.
ورأت الكاتبة أن انتشار المقاتلين الأكراد خارج المناطق ذات الغالبية الكردية وسيطرتهم على مناطق ذات أغلبية عربية “سيطيل أمد الصراع ويوسع نطاقه”، مشيرة إلى أن “هذه السياسة التوسعية” تزعج تركيا، وعناصر محلية بسوريا.
وذكرت سلاي في هذا السياق أن واشنطن بدأت بتقديم دعم عسكري إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عربا وأكرادا لتتفادى بذلك ردود أفعال أنقرة.
وأكدت الكاتبة أن مدينة منبج الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا لا تزال تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحين عرب تابعين له، مشيرة إلى أنه سحب بعض مقاتليه من المدينة وأن أنقرة لن تقبل بهذا الوضع.
بدورها قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونتر” الأميركية إن تركيا العضو في حلف الناتو وروسيا الصاعدة عسكريا يدخلان في عملية تقارب جديد يمكن أن تكون أحد الملامح الرئيسية في الشأن الجيوسياسي لعام 2017، مع تزايد المشاعر المعادية لأميركا بين الأتراك، ونشوء مصلحة في سوريا بين الرئيس التركي ونظيره الروسي.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التغير السريع في المواقف يمكن أن يسلخ تركيا من التحالف الغربي، الذي كانت تركيا أحد أركانه في شرق أوروبا.
وأضافت الصحيفة أن توجه الرئيس التركي أردوغان نحو الغرب منذ بداية حكمه جعله محل ترحيب كبير في نادي الدول الغربية كما وصف أوباما تركيا بأنها «حليف نموذجي» في عام 2009. لكن محللين يقولون إن صداقة روسيا مع تركيا لها حدود رغم ذلك، خاصة إذا ما قرر إدارة ترامب تهدئة مخاوف أردوغان ورحل الداعية المثير للجدل فتح غولن إلى بلاده.
الـمركز الـصحفي السوري _ صـحـف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist