نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقرير اليوم الأربعاء أطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه أنه النظام السوري باق في سدة الحكم وأن العالم يتعامل مع بقاء الأسد في السلطة.
استهلت الصحيفة تقريرها أنه على الرغم من الحرب التي تدور رحاها منذ سبع سنوات التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا من السوريين وهروب ملايين اللاجئين والاستخدام المرعب للسلاح الكيميائي ضد المدنيين، فرأس النظام السوري بشار الأسد لازال في منصبه. فالأعمال الوحشية التي وقعت خلال فترة حكمه دفعت عدد كبيرا من الحكومات والقادة الأجانب إلى الدعوة إلى إبعاده عن الحكم، إلا أن الأسد قد صمد ضد جبهات الثوار المناهضة لحكمه من خلال دعم روسيا وإيران.
وتابعت الصحيفة أن قوات الأسد أعلنت الأسبوع الفائت عن إحكام قبضتها على دمشق وعلى ضواحيها المزدحمة، الأمر الذي يشكل تتويجا لحملة ممنهجة عنيفة على مواقع الثوار في محيط العاصمة من بينها الغوطة الشرقية التي صمدت لنصف عقد حتى استسلمت مطلع هذه السنة.
وأردفت الصحيفة في تقريرها، أن معاقل قوات المعارضة تقتصر على محافظة ادلب في الشمال على الحدود مع تركيا ودرعا في الجنوب على الحدود مع الأردن. والنظام يتحرك باتجاه هاتين المنطقتين أيضا وهو مايحذر منه محللون لكونه سيؤدي لزيادة معاناة المدنيين. فقد قامت طائرات النظام الأسبوع الفائت بإلقاء مناشير على درعا داعية قوات المعارضة للاستسلام.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد يحكم قبضته الأمنية على أهم ثلاث مراكز حضرية كبرى في البلاد وهي دمشق وضواحيها وحمص وحلب. والطريق الدولي الذي يربطهم قد تم تجديده ما سيؤمن طريقا آمنا لقوات النظام باتجاه الخطوط الأمامية المتبقية. تم إعداد المرحلة للإسقاط الأخير للثوار.
ونقلت الصحيفة عن يزيد صايغ وهو كبير الباحثين بمركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، ” النظام السوري ليس قويا إلا أنه لا يوجد أدنى شك أنه الآن سيسطر على ماتبقى من مناطق البلاد حتى يصل إلى الخطوط الأمامية للمناطق التي تسيطر عليها أطراف أخرى.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه لاينبغي لأحد أن يتفاجئ بالعزم الدموي لبشار الأسد للبقاء في السلطة. فقد صمد النظام خلال سنوات الحرب حتى عندما قامت المعارضة بالقضاء تقريبا على كل مجلس رئاسة الحرب السورية في 2012 بتفخيخها للمكان، أو عندما أصبحت كل من تدمر وجسر الشغور في ربيع 2015 بقبضة الثوار الذين كانوا في ذاك الوقت يفرضون حصارا على حلب الغربية، وفق ما كتبه ستيفن سايمون المسؤول سابق في إدارة أوباما.
وأضافت أن الحرب السورية المعقدة قد أضعفت رغبة دول الغرب في تغيير نظام الحكم في دمشق. فعلى الرغم من أن مناطق في البلاد هي خارج قبضة نظام الأسد حيث ماتزال تركيا تحكم جيب صغيرا في الشمال السوري بينما القوات الأمريكية بمساندة القوات الكردية تمتلك نفوذا كبيرا على معظم الشرق و الشمال الشرقي لسوريا، إلا أن هذا الاحتلال لايبدو أنه يهدد حكمه.
اختتمت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه لم يخفي لامبالاته في إقصاء الأسد عن الحكم مفضلا التركيز على القضاء على تنظيم الدولة والعمل على منع تعزيز النفوذ الإيراني. وحتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان من أشد المنتقدين للأسد في ما مضى، قد خفف من حدة موقفه؛ فأكثر مايهمه الآن القوة المتنامية للميليشيات الكردية السورية على الحدود الجنوبية مع بلاده وقد وجد قضية مشتركة مع حلفاء الأسد أي روسيا وإيران.
رابط المقال الأصلي:
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2018/05/30/the-world-learns-to-live-with-assad-in-syria/?utm_term=.0d7de035118c
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري