قالت الكاتبة الفرنسية ناتالي نوجايريد: إن الحرب الشرسة في سوريا ستأخذ منعطفا جديدا كلية إذا ما سقطت مدينة حلب في يد نظام بشار الأسد، وهو منعطف سيكون له تداعيات بعيدة المدى ليس فقط على الشرق الأوسط ولكن على أوربا أيضا.
وأضافت الكاتبة في مقال بصحيفة جارديان البريطانية: إن الهجمة الأخيرة لنظام بشار على مدينة حلب المحاصرة تمثل أيضا لحظة مميزة للعلاقات بين الغرب وروسيا التي اضطلعت قوتها الجوية بدور رئيسي في الهجمة.
وتقول الكاتبة: إن هزيمة المعارضة السورية المناهضة للأسد الذي يسيطر جزئيا على حلب منذ عام 2012 سيخلي الساحة لقوتين فقط هما نظام بشار وتنظيم الدولة الإسلامية، ومعه سيتلاشى أي أمل في الوصول لتسوية سياسية تشمل المعارضة السورية، وهو هدف روسي منذ وقت طويل.
واعتبرت الكاتبة أن تزامن القصف الجوي الروسي لحلب مع محادثات جنيف ليس صدفة، بل إن التصعيد العسكري الروسي لدعم قوات بشار البرية هدف إلى تخريب أية احتمال لوجود أوراق ضغط في يد المعارضة السورية المعتدلة.
ولفتت الكاتبة إلى أن آثار سقوط حلب في يد النظام السوري سيشعر بها الجميع، وإن عام 2015 أظهر أن أوربا لا يمكنها أن تكون بمنأى عن تداعيات الصراع في الشرق الأوسط.
وأشارت الكاتبة أن ما يحدث في حلب سيحدد مصير مستقبل سوريا، فهزيمة المعارضة السورية هناك سيمنح تنظيم الدولة مزيدا من القوة واعتبارها المدافع الوحيد عن الإسلامي السني.
وأضافت أن روسيا تطبق في حلب ذات الاستراتيجية التي استعملتها للقضاء على المقاومة الشيشانية في تسعينيات القرن الماضي عبر شن حملة عسكرية كاملة تستهدف المناطق المأهولة حتى يُقتل المتمردون أو يُجبروا على الخروج منها.