تظاهرات معادية للمهاجرين في 14 بلدا أوروبيا تحوّل حركة بيغيدا، من حركة ألمانية محلية إلى حركة أوروبية وإقليمية، وسط تجاهل كلي من الجهات الرسمية في أوروبا لأنشطتها، ما دفع بالكثيرين إلى خلق حركة مضادة للحد من أنشطة بيغيدا العنصرية.
دريسدن (ألمانيا) – نظمت حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب والمعروفة اختصارا في ألمانيا بـ”بيغيدا” مسيرات في عدة مدن أوروبية، السبت، احتجاجا على وصول مئات الآلاف من المهاجرين.
ونشأت هذه الحركة في مدينة دريسدن الألمانية في 2014، حيث يستغل مؤيدوها زيادة عدد طالبي اللجوء في التحذير من مخاطر اجتياح المسلمين لألمانيا.
وبعدما كادت الحركة تختفي، استعادت قوتها مستفيدة من تنامي المشاعر الشعبية القلقة تجاه قدرة ألمانيا على استيعاب 1.1 مليون مهاجر وصلوها في 2015.
واستفادت الحركة كذلك من مزاعم بتورط مهاجرين في اعتداءات على نساء في كولونيا ليلة رأس السنة، وتقول إنه دليل على فشل سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
غير أن اللافت للانتباه في تظاهرات، السبت، هو نجاح الحركة في تنظيم مظاهرات بعدة مدن أوروبية أخرى منها أمستردام وبراغ والنمسا ومدينة برمنغهام الإنكليزية وكاليه الفرنسية وغيرها.
ويقول مراقبون إن الحركة المتطرفة نجحت في تحويل نفسها إلى مستفيدة من تنامي مشاعر العداء للأجانب وخاصة اللاجئين من حركة محلية في شرق ألمانيا إلى حركة أوروبية وإقليمية قادرة على حشد الآلاف من أنصارها في شتى أنحاء القارة.
ويؤكد هؤلاء أن الحركة لن يكون بمقدورها التوسع على هذا النطاق لولا التساهل الرسمي الذي حظيت به أنشطتها أو على الأقل غض الطرف الذي انتهجته الحكومات الأوروبية إزاء تحركاتها التي تتسم بالعنصرية.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتظاهرات بيغيدا، فإن حركة معادية لأنشطتها بدأت بالتشكل في أكثر من عاصمة أوروبية ونجحت في تنظيم احتجاجات مناهضة لها.
وتجمع أنصار بيغيدا على ضفة نهر إلبه الذي يعبر عاصمة مقاطعة ساكسونيا الألمانية احتجاجا على “الهجرة الكثيفة والأسلمة”.
ولم يشارك لوتز باخمان الذي أسس الحركة في التجمع بسبب وعكة صحية، بحسب ما أعلن المنظمون.
وأفادت تقارير إخبارية أن بضعة آلاف تجمعوا بهدوء ملوحين بأعلام ورافعين لافتات مناهضة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على وقع انتقادات لسياستها المنفتحة في ملف الهجرة.
في المقابل، سار المئات من الأشخاص عصرا في تظاهرة مضادة داعين إلى التسامح. وكتبت الصحافة الألمانية إن عدد هؤلاء تجاوز ألفين بقليل، أي أقل بكثير من عشرة آلاف كانت توقعتهم الشرطة. وأطلق هؤلاء شعارات “لا مكان للنازيين” و”لا نحتاج إلى كراهية الأجــانب أو الغوغائية أو بيغيدا”.
وفي براغ احتشد نحو خمسة آلاف شخص في مسيرة نظمتها جماعتان يمينيتان، وفي أمستردام طاردت شرطة الخيالة جماعات مؤيدة وأخرى معارضة لبيغيدا واعتقلت عشرة أشخاص على الأقل.
وفي كاليه الفرنسية، والتي تضم مخيما للاجئين الساعين للوصول إلى بريطانيا، فرّقت الشرطة مسيرة مماثلة واعتقلت نحو 20 شخصا، بحسب السلطات المحلية.
وفي دبلن اندلع عراك بين أشخاص تجمعوا للاحتجاج على انطلاق بيغيدا بأيرلندا وآخرين شاركوا في انطلاقها. وفي أمستردام تجمع المئات من الموالين والمناهضين لبيغيدا ورفعوا لافتات من بينها “أهلا باللاجئين” و”لا أهلا بالإسلاميين”.
وفي برمنغهام وسط إنكلترا قالت الشرطة إن نحو 150 من أنصار بيغيدا احتشدوا في مسيرة، بينما تجمع 60 آخرون من المناهضين للحركة. وجرت تظاهرات أخرى في وارسو وبراتيسلافا، ومدينة مونبيلييه الفرنسية ومدينة غراز جنوب النمسا.
ودعت حركة بيغيدا التي ظهرت في ألمانيا في خريف 2014 إلى تنظيم مسيرات، السبت، حاثة أنصارها في 14 بلدا أوروبيا على المشاركة بأعداد كبيرة في مسيرة مناهضة للمهاجرين تحمل شعار “أوروبا القلعة الحصينة”.
العرب