متزامنا مع اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، وعشیة عيد النوروز، نظم آلاف الإيرانيين مسيرة ومظاهرة في بروكسل يوم الاثنين 20مارس/ آذار، دعوا فيها الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حرس الملالي الإيراني كمنظمة إرهابية.
ويعتبر حرس الملالي الجهاز المركزي للنظام الإيراني لقمع الاحتجاجات المستمرة في إيران. وحمل المتظاهرون العلم الإيراني ورفعوا لافتات كبيرة لدعم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران خلال الأشهر الستة الماضية.
كما أشار المتظاهرون إلى استشهاد الأطفال والشبان جراء قمع حكومة الملالي للاحتجاجات. وكانت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة، هي المتحدث الرئيسي في التجمع.
وشارك في الاحتجاج شخصيات أوروبية وأمريكية بارزة وأعضاء في البرلمان البلجيكي. وأكد السياسيون الحاضرون في التجمع على أهمية تبني سياسة حاسمة ضد إرهاب نظام الملالي وابتزازه واحتجازه الرهائن.
وارتدى العديد من المتظاهرين، في صفوف منظمة، الزي التقليدي لمناطق مختلفة من إيران.
ورفعوا لافتات كبيرة لدعم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران خلال الأشهر الستة الماضية. وترددت إحدى شعاراتهم الرئيسية في لافتة صفراء ضخمة في تجمع بروكسل كتب عليها “يسقط الظالم، سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى [خامنئي]”.
وحمل شبان إيرانيون صورا لأطفال وشبان استشهدوا نتيجة قمع حكومة الملالي للاحتجاجات.
وأشادت مریم رجوي في رسالتها بالفيديو بالإيرانيين المجتمعين في بروكسل في رأس السنة الجديدة وقالت ” انكم بدأتم العام الجديد بالاحتجاج ورفض نظام خامنئي قاتل الأطفال، وتجمعتم لتكريس إرادة الشعب الإيراني لدفع الاتحاد الأوروبي نحو إدراج قوات حرس خامنئي في قائمة الإرهاب.
وأضافت صرخات الموت ضد حكومة تقتل الأطفال، التي تعلو في العديد من المدن الإيرانية هذه الأيام، قد فضحت مؤامرة خامنئي الشريرة والحرس في تسميم طالبات المدارس.
لهذا السبب استيقظ خامنئي من سباته بعد 100 يوم وقال “يجب متابعة هذه القضية بجدية!”.
وأکدت هل ترون الدجل والخداع! إنه نفسه يأمر بارتكاب الجريمة ، ويقوم هو وحراسه الشخصيون بتنسيقها وتوجيهها، وأخيراً يطالب بملاحقة القضية !!
وخاطبت السیدة رجوي دول الأوروبیة سائلة: لماذا تستمرون في سياسة الاسترضاء المتهالكة مع الملالي ضد مصالح الشعب الإيراني؟
وأضافت اسمحوا لي أن أكرر لهم أنه إذا كنتم تعتقدون أن الملالي يوقفون مشروع صنع القنبلة النووية برفضكم إدراج الحرس ككيان إرهابي ، فأنتم مخطئون للغاية.
وأکدت قوات الحرس هي الأداة الرئيسية لتنفيذ السياسات الإجرامية لنظام ولاية الفقيه داخل وخارج البلاد.
واردفت عناصر الحرس هم الذين يغرقون شوارع البلد كلها في بحر من الدم، ويقومون بتعمية الشباب، وإسقاط طائرة الركاب، وقتل وجرح وتشرید عشرات الملايين من الأبرياء في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وتجاوزت أعمالهم لنشر الحروب الحدود الأوروبية وبلغ إرهابهم الحدود الأمريكية. ومع كل هذا، ما زلتم مترددين في إدراج الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية.
المماطلة والتسويف في هذه القضية توفر لهم المزيد من الفرص لمواصلة وتكثيف القمع وتأجیج الحروب.
وشددت نقول للاتحاد الأوروبي، بدلا من التعاطف الكلامي مع الشعب الإيراني، تخلوا عن إغاثة أعداء الشعب الإيراني سياسيًا وماليًا.
أغلقوا سفارات نظام الملالي وأوقفوا صفقاتکم مع النظام واطردوا عملاء قوات الحرس ووزارة مخابرات الملالي!
اعترفوا بحق الشعب الإيراني وشباب الانتفاضة في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة قوات الحرس وحقهم لإسقاط النظام.
وفي الختام قالت في کلمتها بأن شعبنا في المدن الإيرانية المنتفضة من طهران إلى كردستان البطلة، من زاهدان الثائرة إلى تبريز وكرج ولرستان وأذربيجان ومشهد وشيراز واصفهان، وكلمتهم هي انه يجب أن يرحل الملالي المجرمون الحاكمون. خطابهم هو: لا للشاه ولا للملالي ولا للاستبداد والتبعية، وانما إسقاط النظام واستمرار الثورة والتقدم نحو مستقبل ناصع ينتظر إيران والمواطن الإيراني. هذا هو الافق المنظور لإيران حرة
کما شارك في الاحتجاج شخصيات أوروبية وأمريكية بارزة وأعضاء في البرلمان البلجيكي دعما لنداءات المتظاهرين للتحرك.
وکانت السیدة لطيفة آيت بعلا ، عضوة في برلمان بروكسل اول متکلم في المظاهرة حیث قالت: لقد حُرم الشعب الإيراني من الحرية التي نتمتع بها اليوم. لقد صادرها نظام الملالي. وقد اجتمعنا هنا لاستعادة هذه الحرية.
وأضافت لقد كان من دواعي سروري مؤخرا لقاء السيدة رجوي. إنها قائدة لا تعرف الكلل واصلت معركتها لعدة عقود. أعرف مدى صعوبة نضال النساء ضد الطغيان. أحيي صمودها ولكل النساء اللواتي قاتلن إلى جانبها في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
وأکدت الانتفاضة ضد النظام مستمرة حتى اليوم. بدأت هذه الحركة بالنضال ضد ديكتاتورية الشاه. الشعب الإيراني لا يريد الطغيان والاستبداد. النظام خطر على شعبه كما أنه تهديد للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وأشارت فيکلمتها بقرارالذي صدر مؤخرًا عن البرلمان الأوروبي والبرلمان البلجيكي دعا إلى إدراج حرس الملالي في القائمة السوداء.
وقال السناتورالأمریکي بوب توريسيلي الذي سافر من أمریکا وشارک المؤتمر فيکلمته: اسمح لي أن أقدم نفسي بشكل صحيح. أنا متطوع مثلكم في الجيش من أجل الحرية في إيران. نحن عالميون.
وطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية، وأشاد بأبطال النضال وأصدقاء المقاومة في جميع أنحاء العالم الذين يدعمون الشعب الإيراني في كفاحهم من أجل الحرية، بما في ذلك حكومة ألبانيا والشرطة في فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وحكومة فرنسا.
ودعا المجتمع الدولي لإعلان النظام الإيراني إرهابياً وإغلاق سفاراته، وحث الشعب الإيراني على الثبات في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية.
کما عبر عن ثقته في مستقبل مشرق ينتظر الشعب الإيراني بعد 40 عامًا من النضال، وطالب المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وليس الملالي، وذلك لتحقيق زهاء الأربعة عقود من النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
وأکد نحن لا نكافح لاستبدال حكومة الملالي بحكومة ديكتاتورية أخرى. نحن نكافح لبناء مستقبل جديد. أولئك الذين سيقودون هذا المستقبل سيحققون ما قدمناه لهذا النضال.
وقال باتريك كندي وهو آخر سافر من آمریکا للمشارکة في المظاهرة، قال في كلمته “يجب أن نقف في وجه الفاشية، وغرف التعذيب، وفرق الموت التابعة لنظام نازي آخر.
وأضاف حرس الملالي ليس أكثر من جستابو حديث وأشار إلى أن حرس الملالي هو أداة للملالي وأكبر راعي للإرهاب في العالم، ودعا إلى الوقوف ضدهم.
كما دعا إلى دعم الشعب الإيراني في نضالهم من أجل الحرية وحقوق الإنسان، وأكد أن الديكتاتورية الدينية لا تختلف عن الديكتاتورية العسكرية، وأن الحرية هي حق عالمي. كما وأكد السناتور البلجيكي المعارض مارك ديميسماكرعضوة مجلس الشيوخ البلجيكي: لقد أظهر شعب إيران للعالم أجمع أنه يريد تغيير النظام ، وأنهم يرفضون ديكتاتورية الملالي الدينية الحالية ، ولا يريدون العودة إلى ديكتاتورية الشاه.
يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه اتخاذ موقف حازم ضد النظام الإيراني من خلال إدراج حرس الملالي في قائمة الإرهاب التابعة للاتحاد الأوروبي. ماذا ينتظرون؟
يجب أن نقف بقوة ضد إرهاب النظام الإيراني ، لأننا إذا أظهرنا أي ضعف ، أي نوع من الضعف ، فإن الملالي سيصبحون أكثر عدوانية.
وقدم نشطاء إيرانيون عروضاً مسرحية ومعرضاً كبيراً في الشارع وأقاموا أجواء نوروز تقليدية في موقع التجمع.
وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من الإجراءات القمعية للنظام، بما في ذلك تسميم فتيات المدارس، ودعوا إلى إيفاد وفد دولي لتقصي الحقائق للتعامل مع هذه الجريمة النكراء.
ومنذ 16 سبتمبر 2022، شهدت إيران انتفاضة غير مسبوقة ومستمرة على مستوى البلاد واحتجاجات للإطاحة بنظام الملالي الحاكم. وبحسب شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، استشهد ما لا يقل عن 750 متظاهرًا، بينهم 84 امرأة و 70 طفلاً، واعتقل أكثر من 30 ألف متظاهر.
ورغم القمع الوحشي والتعذيب والاعتداء الجنسي وإعدام أربعة متظاهرين، لم يتمكن النظام من كبح حركة الاحتجاج التي تهدف إلى الإطاحة بالنظام وإقامة جمهورية ديمقراطية.