جاء في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية و ترجمه المركز الصحفي السوري:
اثار القصف المتجدد للمستشفيات في الحرب المشتعلة في سوريا منذ ست سنوات من قبل قوات بشار الاسد ادانات قوية من قبل جماعات حقوق الانسان واليأس بين الاطباء المحليين الذين اتهموا المجتمع الدولى بتجاهل الهجمات على المنشآت الطبية.
وقال الاطباء ان اربعة مستشفيات استهدفت خلال الاسبوع الماضي في ادلب، مسرح المعارك الاخيرة على الرغم من وقف اطلاق النار الذي استمر لمدة اشهر برعاية انقرة وموسكو.
و افادت مصادر محلية ان مستشفى خامس فى ادلب اصيب بأضرار بعد ظهر اليوم الجمعة بعد قصف مبنى سكنى قريب مما اسفر عن مصرع 14 شخصا.
وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود (بريس دي لي فينغن): “هناك ادلة واضحة أن المستشفيات ليست بمأمن عن القصف في إدلب في الوقت الراهن، وهذا أمر شائن”.
تم اجلاء مستشفيين يوم الاربعاء بسبب المخاوف من وقوع قصف محتمل.
هذه الهجمات التي اعتبرها محققو الأمم المتحدة محاولة منهجية من قبل الحكومة السورية لاستهداف مرافق الرعاية الصحية، وضعت ضغطا شديدا على الأطباء، الذين كانوا يعملون تحت النار بموارد قليلة، وسط تصاعد العنف في الأيام الأخيرة في المنطقة.
وقتل العشرات من المدنيين خلال الأسبوع والنصف الأخير، وسط هجوم مستمر للثوار في حماة وضربات جوية انتقامية على المدنيين في إدلب. وقالت منظمة أطباء بلا حدود ان ستة من المستشفيات التى تدعمها فى محافظتي ادلب و حماة تلقت 241 جريحا بين 20 و 27 ايلول سبتمبر.
وقالت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، التي تتعقب الهجمات ضد المرافق الصحية في سوريا، أن آخر هجمة كانت أشدها ضد المرافق الطبية منذ أبريل / نيسان، وقالت إنها قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. ووصفتها المنظمة بأنها “انتهاك فاضح لقوانين الحرب وعمل لا انساني لإلحاق المعاناة بالمدنيين الذين عانوا من حرب لا هوادة فيها منذ ما يقرب من سبع سنوات”.
وقد ادت الهجمات الجوية المتكررة فى الايام الاخيرة الى اليأس بين الاطباء المحليين الذين رفض بعضهم تقديم تفاصيل القصف الى الغارديان قائلا ان دعواتهم لحماية المدنيين سوف تلقى آذان صماء.
وقال أحد الاطباء الذي يعمل في مستشفى محلي، والذي طلب عدم ذكر اسمه، “إن رسالتي إلى المجتمع الدولي هي المضي قدما، ولماذا تأخذون وقتا طويلا لإنهاءنا؟” إن نداء المجتمع الدولي للتحرك لا طائل منه.
واضاف “اننا نغلق المستشفيات واحدا تلو الآخر، ومن الواضح ان هذه المرة لا توجد مستشفيات آمنة”. واضاف “لا اريد اجراء مقابلات لاننا استنفدنا و نشعر باليأس، ونحن قلقون اذا ما قمنا بأجراء مقابلات من أن الروس سيأتيون ويضربوننا على رؤوسنا بالصواريخ”.
وقال طبيب اخر اصيب مستشفى في ادلب يوم الجمعة بعد ان قصف مبنى سكني قريب ان المجتمع الدولي متواطئ في هجمات ضد المدنيين في سوريا.
وقال “انكم شركاء فى قتلنا بصمتكم وفشلكم فى انقاذ المدنيين الابرياء”.
وأرسل طبيب محلي آخر صورا للتدمير الأخير في المستشفيات وصور فظيعة للجثث المقطوعة، وقال إنه سيترك الصور تتحدث عن نفسها.
وحث مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في قرار اليوم الخميس جميع الاطراف المتحاربة في النزاع وخصوصا الحكومة السورية وحلفائها على وقف الهجمات العشوائية ضد المدنيين والمستشفيات والعاملين في المجال الطبي.
وما زال مصير إدلب، أحد آخر معاقل الثوار، موضع نزاع وسط محاولات روسيا وتركيا وإيران للتوصل إلى تسوية سلمية في سوريا، مع اقتراب نظام الأسد من النصر الذي حققه حلفاؤه في موسكو وطهران .
وتضم المحافظة عشرات الالاف من النازحين الذين فروا من القتال فى اماكن اخرى من البلاد او تم اجلاءهم فى صفقات لوقف اطلاق النار. والفصيل العسكري الأقوى في المنطقة هو “هيئة تحرير الشام”.
نقلا عن صحيفة الغارديان
ترجمة المركز الصحفي السوري