المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 29/12/2014
يحلّ فصل الشتاء ضيفاً ثقيلاً على كاهل السوريين، بدأ الجميع بإعداد عدته، والتحضير بما وُجد لمقابلة الضيف البارد.
دخل فصل الشتاء على السوريين دون أن يكونوا قد حضّروا له على أكمل وجه، في هذه السنة كلّ وسائل التدفئة مُكلفة على السوريين سواء القاطنين داخل سوريا أو اللاجئين في دول الجوار، ويقول بعض الأهالي أنّ الأمور في كلّ سنة تذهب للأسوأ ففي السنة الماضية كانت هنالك وسائل متوفّرة أمّا اليوم فهي شبه مفقودة.
يلجأ معظم الأهالي إلى استخدام مادة المازوت كمصدر أساسي للتدفئة لكن بعدما قلّت تجارة المازوت في الآونة الأخيرة وانتشرت أنواعٌ متعددة للوقود كالمازوت العراقي والمازوت المكرر والبنزين المفلتر توجّه العديد من الأهالي لتعبئة البراميل في فصل الصيف استعداداً لفصل الشتاء رغم ارتفاع سعر البرميل الواحد إلى نحو 100 دولار. في المقابل لجأت عائلات أخرى إلى استخدام الحطب كوسيلة للتدفئة فخزّنت أطنان الحطب منذ فصل الصيف لسعرها الرخيص أمّا اليوم فقد ارتفع سعر الحطب إلى الضعف حيث وصل سعر الطن الواحد إلى نحو 150 دولار بريف حلب.
لقد بحث المواطن السوري عن حلولٍ بديلةٍ تساعده في تأمين وسيلة دفء أقلّ كلفة وأكثر وفرة، ليستعيد السوريّ أفكار الأجداد، ويعيدها إلى حاضره المرّ، ألا وهي “البيريم أو التمز أو الجفت أو العرجوم” له تسميات عديدة حسب كل منطقة في سورية لها تسمية خاصة بها، هو عبارة عن تجميع لبقايا الزيتون المعصور (عجو الزيتون والقشور وبقايا الزيت) تعرّض في حالتها شبه الجافة لأشعة الشمس لفترة قصيرة حتى تجفّ، ثم تكبس وترصّ على شكل قوالب، وتحفظ كما الحطب المقطع، إلى حين قدوم الشتاء، تستعمل كبديل للحطب، خاصة في ظل انتشار ظاهرة قطع أشجار الغابات وتحويلها إلى حطب للتدفئة، إضافة إلى أن نسبة الزيت الضئيلة الموجودة فيه التي تساعد على الاحتراق أكثر، ما يجعله يتقدم على “الحطب” بسرعة الاشتعال، والتوفير بالاستهلاك، حيث لا يتجاوز سعر الطن 12 ألف ليرة سورية في فصل الصيف أما الآن مع حلول فصل الشتاء وإشتداد البرد إرتفع سعره ضعف ماكان عليه في فصل الصيف.
ومن مساوئه أنه يحتاج إلى مكان خاص للتخزين، حيث يصعب تخزينه داخل المنزل لأن رائحته خلال التخزين غير مستحبة، بينما عند الاحتراق فهي ليست بذلك السوء.
وهنالك عائلات كثيرة لا يمكنها تحمّل مصاريف الشتاء لذا تحاول أن تجمع الحطب والكرتون من الشوارع لأجل إشعالها في المدفأة ليلاً.
“أبو هيثم” رب لأسرة مكونة من خمسة أطفال وزوجة نزح من قرية كفرزيتا بريف حماة الشمالي بسبب القصف اليومي الذي تتعرض له المدينة من قبل “طائرات النظام” حيث استقر مجدداً في قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، حيث يقول: أعمل طيان ومع حلول فصل الشتاء لم أستطع تأمين مصاريف عائلتي من غذاء ودواء وإيجار المنزل، أما التدفئة لم أستطع تأمين لوازم للتدفئة ولا نشعل المدفئة إلا ليلاً، أما في النهار نلتف “بالبطانيات” حيث نشعل مايمكن إشعاله من ثياب قديمة أو أحذية بلاستيكية أو كرتون نجمعها من الشوارع ومجمعات القمامة، كما أننا نستخدم المدفئة لطهي الطعام وتسخين الماء.
هذا هو حال “أبو هيثم” مثله مثل معظم العائلات السورية التي تشتكي من غلاء المعيشة وضيق الحال.