حرق وتدمير الشمال السوري
ويفيد الناشط الإعلامي ياسين أبو رائد، أن “خمسة مستشفيات خرجت عن الخدمة في حلب وريفها، جراء القصف العنيف أول من أمس السبت، وهي: مستشفى الحكيم للأطفال، ومستشفى الزهراء، ومستشفى البيان، ومستشفى الدقاق، ومستشفى الأتارب في ريف حلب الغربي”.
ويدفع هذا الاستهداف الممنهج للمستشفيات عدداً من الناشطين الإعلاميين إلى القول إن حلب تتعرّض لـ”حرب إبادة حقيقية”، إذ لا يكاد يمرّ يوم من دون وقوع عشرات القتلى بين المدنيين، أكثرهم أطفال ونساء بغارات الطيران الروسي، ومقاتلات النظام. كما طاول القصف والمجازر على مدى الأيام الماضية محافظة إدلب.
ويستبق هذا الضغط العسكري على مناطق المعارضة اللقاء المرتقب، غداً الثلاثاء، بين كيري ولافروف، على هامش قمة الآسيان (رابطة دول جنوب شرقي آسيا) في لاوس. وقال كيري في تصريحات صحافية: “سنرى (خلال اللقاء) إلى أين وصلت مفاوضاتنا، وفي حال لم يتم حلّ بعض الأشياء أو الأسئلة من خلال المفاوضات الدائرة، فيجب أن نعمل على حلها”.
كذلك يسبق لقاء كيري ولافروف اجتماعات مسؤولين روس وأميركيين إلى جانب مسؤولين في منظمة الأمم المتحدة، يتقدمهم المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، يومي الثلاثاء والأربعاء، في جنيف، وفقاً لما أعلنت موسكو، يوم الجمعة، وذلك لمناقشة الملف السوري، وسبل العودة الى طاولة التفاوض بين المعارضة السورية والنظام، على ضوء التفاهمات الروسية ـ الأميركية، تحديداً على صعيد تنسيق العمليات العسكرية في محاربة “جبهة النصرة”، وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وتنشيط المسار السياسي بالتزامن. وتعرضت الخطة الأميركية للتعاون العسكري مع روسيا إلى انتقادات عدة وسط تشكيك في التزام موسكو بها.
ويتوقع مراقبون أن يدعو دي ميستورا إلى جولة “حاسمة” في أغسطس/آب المقبل، لمناقشة مسألة تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات للشروع في مرحلة انتقالية، فيما تفيد تسريبات إلى أنها قد تمتد لنحو تسعة أشهر تتخللها كتابة دستور جديد تتم على أساسه انتخابات.
وفي السياق، عكست تصريحات مصدر مسؤول في وزارة خارجية النظام السوري، أمس الأحد، مدى الارتياح إلى طبيعة التفاهمات التي تعقد بين واشنطن وموسكو، فيما بدت بعض فقرات التصريح وكأنها خصصت للرد على مسودة التفاهمات التي سربتها صحيفة “واشنطن بوست” قبل أيام.
من جهتها، تؤكد المعارضة السورية تمسكها بالقرارات الأممية التي تدعو إلى تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات. وعلى الرغم من عدم تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى حل سياسي قريب، تشير إلى ضرورة اختبار نوايا النظام. وترى عضو وفد المعارضة السورية المفاوض، سهير الأتاسي، أنه “سيكون من المفيد اختبار جدية النظام بحديثه عن عدم وجود شروط مسبقة”. وتضيف في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “هذا الأمر يعني أنه لا يشترط عدم بحث الانتقال السياسي الحقيقي، والجذري والشامل أولاً، وذلك عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات والصلاحيات كما نص عليه بيان جنيف، وكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة”.
وكانت المعارضة السورية علّقت مشاركتها في مفاوضات جنيف في أبريل/نيسان الماضي، بسبب استمرار المجازر بحق المدنيين، وعدم تحقيق تقدم على المسار الإنساني لجهة تسهيل دخول مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة، وإطلاق سراح معتقلين، وعدم نية النظام مناقشة تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات.
العربي الجديد