العقوبات الأمريكية على روسيا.. دلالاتها وأبعادها

قـــراءة فــي الــصحف
عنونت صحيفة “التايمز” البريطانية، “روسيا ستدفع ثمن طموحاتها في سوريا”.
تقول الصحيفة، إن العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما ضد روسيا بشأن قرصنة الانتخابات الأمريكية، جاءت متأخرة للغاية، ولكن من المهم أنها جاءت قبل أن يغادر منصبه الشهر المقبل، بدون الثأر لأمريكا.
.
وأوضحت الصحيفة أن تلك العقوبات لاقت ترحيب رئيس مجلس النواب، بول رايان، الذي وصفها بالمناسبة، كما طالب السيناتور “جون ماكين” بعقوبات أكثر صرامة.
ومساء الخميس الماضي، اتخذ أوباما سلسلة من العقوبات ضد روسيا بطرد 35 دبلوماسياً، وإغلاق مكاتب تابعة لها بتهمة التخابر، وأوضح أنهم تلقوا تعليمات مباشرة من قيادات الكرملين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الأمريكية- الروسية خلال فترة إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب، تبدو أكثر غموضاً، ففي الوقت الذي يكن فيه زعماء جمهوريون بالكونجرس عداء شديد تجاه روسيا، تبدو الأخيرة أكثر ترحيباً بترامب، على أمل تحسّن العلاقات وتقليص التوترات مع أمريكا.
وتأمل موسكو في تنفيذ الرئيس الجمهوري المنتخب مقترحاته بالاعتراف بالقرم بعد ضمها لروسيا عام 2014، والتعاون مع روسيا ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وبينما أراد بوتين تفويت الفرصة على أوباما، بعدم التصعيد قبل وصول ترامب للسلطة 20 يناير المقبل، قرر الرئيس الروسي عدم الردّ على العقوبات الأمريكية، وسط ترحيب ترامب.
قالت الخارجية الروسية، إن تلك العقوبات نتيجة فشل السياسات الخارجية الأمريكية بسوريا، وموجهّة لإفساد العلاقات مع الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب.
وفي مقال آخر لـ”نيويورك تايمز” أبرز أن العقوبات الأمريكية تبدو مثيرة للسخرية لأنها جاءت متأخرة، والأسوأ من ذلك هو فشل السياسة الخارجية لواشنطن بعد إقصائها المتعمّد من مفاوضات الهدنة السورية من قبل روسيا وتركيا وإيران.
وأضافت أن “روسيا وتركيا، وإيران” هم من وضعوا شروط وقف إطلاق النار وللمحادثات السياسية القادمة، دون توجيه دعوة لواشنطن، التي لم نرها على هذا القدر من التهميش من قبل، بل الاحتقار.
وتابعت الصحيفة أنه من المدهش، حين تقارن بين روسيا وأمريكا، فروسيا ما هي إلا قزم أمام أمريكا، فمن الناحية الاقتصادية، فإن الناتج المحلي الروسي يعادل نظيره الإيطالي، أما سياسياً، فليس لروسيا أي حلفاء بينما أمريكا لديها من الحلفاء ما يكفي ويزيد. وعسكرياً، فتعادل الميزانية العسكرية الروسية، مثيلتها في فرنسا.
ويبدو التوجّه الروسي لحل الأزمة السورية سريعاُ، فعالاً على المدى القريب، وليس البعيد، وأضافت الصحيفة أنه لا يجب نسىان أن روسيا لا تملك ثمن طموحاتها، ففي حال استمرت الحرب في سوريا بضعة أشهر أخرى ستضعف قوى موسكو وتصبح التكلفة أعلى بكثير مما يمكن لبوتين أن يدفعه.
وأضافت أن بوتين يسعى الأن لترسيخ مكاسبه وانتصاره في سوريا قبل أن تستعيد أمريكا وعيها وتفكر في حل سياسي يناسبها وقد يطول.
ووصفت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” الأمريكية قرار الرئيس أوباما الانتقامي بطرد 35 دبلوماسيا روسيا بأنه صائب حتى لو جاء متأخرا ولو كان غير كاف بالنظر إلى الجريمة التي ارتكبتها روسيا بسرقة معلومات ومحاولة التأثير في انتخابات 2016 الرئاسية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن أوباما كان ليكون عديم المسؤولية إذا ما ترك السلطة بعد شهر وسمح للرئيس الروسي فلاديمير بالاعتقاد أن بإمكانه إضعاف النظام الديمقراطي الأميركي دون أن يلقى عقابا.
ولفتت إلى أن ترك بوتين دون عقاب على جرائمه بحق النظام الانتخابي الأميركي كان سيخلف إرثا خطيرا نظرا للألفة المثيرة القلق التي يبديها ترمب تجاه بوتن ورفضه قبول استنتاجات الاستخبارات الأميركية أن روسيا شنت حربا إلكترونية لهزيمة هيلاري كلينتون.
وأوضحت الافتتاحية أن رد أوباما في البداية كان بطيئا وضعيفا، لكن طرد الدبلوماسيين أظهر غضب أميركا، وذلك لتحذير حكومة روسيا من أي تدخل مستقبلي في شؤون أميركا الداخلية.
ورأت الصحيفة أن أوباما كان عليه اتخاذ مثل هذه الخطوات الانتقامية منذ وقت طويل، وقالت طرد الروس يزيد من حدة رد الفعل الأميركي على عمليات التجسس.
وتقول الصحيفة إن إجراءات أوباما ضد روسيا حتما ستخلق مشكلة للرئيس المنتخب ترمب، الذي رفض نتائج أجهزة الاستخبارات بشأن عمليات روسية في أميركا.
ودعت الصحيفة الرئيس أوباما إلى دراسة شن عمليات سرية ضد روسيا بشكل يعزز رسالته بأن أي هجوم على الانتخابات الأميركية سواء من روسيا أو أي دولة أخرى لن يتسامح معه.
المركز الصحفي السوري _ صحف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist