تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للنظام, بالإضافة إلى القنوات الفضائية التابعة له؛ فيديو مصور يظهر لقاءًا مباشر مع الطفلة جودي ووالدتها والتي زعموا أنها كانت مخطوفة من قبل الإرهابيين “على حد قولهم” وتم تحريرها على يد الجيش العربي السوري.
وتظهر في الفيديو الطفلة جودي وهي تهتف باسم رأس النظام بشار الأسد والجيش العربي السوري وتردد الكلمات ذاتها بأكثر من مرة وكأنها حفظت الدرس عن ظهر غيب.
هذا, وعند سؤال الأم عن كمية الوطنية التي بثتها في جوف ابنتها قالت ، “لقد كنت طيلة الفترة الماضية وأنا في الأسر أربي ابنتي على حب الوطن والقائد, وأبقي العلم السوري بين يديها وأعلمها كيف ترسمه وكيف تحفظ شكله, وأجعلها تردد الهتافات للجيش العربي السوري وتحفظها”, الأمر الذي يستدعي سؤالا بديهيا ,كيف استطاعت الأم تعليم ابنتها كل هذه الأشياء داخل سجون الأرهابيين وكيف حصلت على صورة العلم الذي بقي بين يديها طيلة فترة الأسر على حد قولها دون أن تخشى المسلحين .
وإنه لم تكن هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها إعلام النظام فيديو جودي مادة يتداولها ويضحك بها على عقول الأطفال والمؤيدين أجمع, بل إنه قام بعدة لقاءات مع الطفلة ذاتها مبتهجًا بهذه الهتافات والروايات العارية عن الصحة التي تم تحفيظها من الإعلاميين والعائلة معًا, هذا إن دل على شيء فإنه يدل على فقر إعلام النظام وفقر مصداقيته .
والجدير بالذكر; بأن النظام الذي يظهر في قنواته كرمز للرأفة والعناية بالأطفال والطفولة, قد تسبب باختناق المئات من الأطفال بسبب استخدامه للأسلحة الكيماوية مسبقًا, كما تسبب أيضًا؛ بتهجير الآلآف مع عائلاتهم وموتهم غرقًا أو بردًا أوحرقًا.
ويبقى السؤال نفسه؛ أية عقيدة فاسدة يروي بها هؤلاء الفاسدون عقول أطفال سورية, متذرعين بحب الوطن وحمايته, وكأنهم هم فقط المعنيون بهذا الوطن, والذي لم يتركوا فيه حجرًا على حجر.
المركز الصحفي السوري