كعادته يطل علينا “عماد خميس” رئيس مجلس الوزراء التابع للنظام من خلال تصريحاته وفي جعبته أخبار وبشائر من كوكب المريخ تدعو للسخرية والاستغراب، إذ صرّح لصحيفة البعث الموالية مؤخرا أنه ” بعد أن كان إنتاج البلاد 380 ألف برميل نفط يومياً، أصبحنا نستورد المشتقات النفطية بقيمة 3 مليارات دولار سنوياً، إضافة إلى استيراد مليون ونصف المليون طن من القمح، مؤكداً أنه لم يدخل خزينة البلاد ولا ليرة من الدول الصديقة ويتمّ الإنفاق من الاحتياطي، داعياً إلى ضرورة تعزيز هذه القوة من خلال التكامل في العمل بين الحكومة وقطاع الأعمال. وزفّ المهندس خميس بنهاية حديثه بشرى بالتخفيف وبشكل ملحوظ من أزمة المحروقات والكهرباء خلال مدة ثلاثة أشهر.”
وهنا بدأت التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي الموالية وكأن خميس ترك للطبيعة أن تتكفل بحل أزمة الكهرباء والغاز والمازوت ، محملا قساوة الظروف المناخية وموجات البرد التي ضربت البلاد بأزمة الوقود وارتفاع عدد ساعات تقنين الكهرباء، رافضا الاعتراف بفشل حكومته في تأمين أبسط حقوق المواطنين خلال شهر الشتاء البارد وحرمان الشعب أن ينعموا ولو بجزء بسيط من الدفء.
لكن الغريب بتصريحاته أنه بعد مضي الثلاثة أشهر التي بشر بها المواطنين بانفراج الأزمة سيحل شهر نيسان الدافئ ومن البديهي أن يخف الطلب على الوقود المستهلك للتدفئة ولا نفع لهم من توفره حينها، فهل من المنطق أن يطلق على خبره الذي أخذ وقتا على عاتقه بالتفكير به أن يطلق عليه “بشرى سارة” لذوي الدخل المحدود؟.
وعلق أحد المواطنين على خبر سعادة الرئيس:” لم يبق إلا وزير الاوقاف يتحفنا ببشرى أن العيد الصغير بعد رمضان و الأضحى بعد الحج، يعني انا مابعرف إذا هالوزارات مو قادرة تعمل شي وإذا تم الغاءها مو أكبر حل للازمة وكم سيتم توفيره من أموال التي تصرف على المسؤولين وجيوبهم التي تتسع لخيرات البلد كلها”.
وبغض النظر عن المحافظات الأخرى في ظل أزمة الكهرباء، إلا أن العاصمة دمشق توشك على الوقوع في كارثة إنسانية، لاماء وساعات تقنين الكهرباء تتجاوز 20 ساعة يوميا بالإضافة لصعوبة تأمين مادة المازوت للتدفئة بعد أن وصل في السوق السوداء لأضعاف سعره الحقيقي، وسط احتجاجات شعبية من قبل صناعيي وحرفيي دمشق الذين يعتمدون على الكهرباء بشكل رئيسي في عملهم ليقبعوا في منازلهم منتظرين فرجا كأنه لن يحل أبدا.
معاناة السوريين ليست وليدة العام، بل هي نتاج متراكم لإهمال وتقصير مسؤولي النظام المنشغلين بمصالحهم وجل قراراتهم وتصريحاتهم لا تمت للواقع بصلة بل هي مجرد وعود لم ولن ترتقي لمرحلة التنفيذ، فالشعب سئم منها ولم يعد يبالي بعد أن فقد ثقته بها.
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد