المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 6/2/2015
مع غياب الأمن والأمان من قبل قوات النظام المنشغلة بقتالها على الجبهات، أو بالاعتقالات العشوائية، وضمن حالة الفوضى العارمة، التي تشهدها سورية وخاصةً المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام , انتشرت حالات الخطف وظهرت ظاهرة التجارة بالأعضاء البشرية.
كما حدث مع الشاب “خليل” إبن 22 عام من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حيث تم خطفه من قبل مسلحين مجهولين، أثناء خروجه ليلاً من بيته، وبعد مرور أربعة أشهر من خطفه تلقى أخوه “طارق” رسالة من رقم مجهول على “الواتس أب” برنامج المحادثة الشهير، لأن الإتصالات الخليوية والهاتفية متوقفة منذ أكثر من عامين، حيث طلب الخاطفين فدية قدرها 5 مليون ليرة سورية، وبعد مفاوضات بين أهل الشاب المخطوف و الجهة الخاطفة، تمَّ الإتفاق على على دفع 2 مليون ليرة سورية، للخاطفين مقابل إطلاق سراح الشاب “خليل”، واتفق الطرفان على تحديد مكان التبادل شرق مدينة خان سيخون، بما أنها منطقة غير مأهولة بالسكان، إلتقى الطرفان في المكان المحدد، وأحضر أهل الشاب المخطوف المبلغ المتفق عليه وسلموه للخاطفين الذين حضروا إلى المكان بثلاث بسيارات وكان عددهم 11 شخص، و كانوا ملثمين لكي لا يتم التعرف عليهم، كما أنهم قد وضعوا قناع برأس الشاب “خليل” لكي لا يتعرف على المكان الذي كان فيه، وبعد أن تمَّ التسليم إنطلق الخاطفين بسرعة جنونية، وكانت صدمة كبيرة لأهل الشاب المخطوف، بعد أن نزعوا القناع عن رأس “خليل” كانت المفاجئة الكبرى أنَّ الخاطفين قد إستأصلوا عينه اليسرى للمتاجرة بها، حاولوا اللحاق بالخاطفين لكن دون جدوى، ولقد روى “خليل” قصته مع الخاطفين، حيث قال: بعد خروجي من البيت كان بانتظاري في نهاية الشارع “سرفيس” ما أن وصلت إلا جانبه حتى خرج منه خمسة مسلحين، وأغلقوا فمي ومنعوني من الصراخ، ووضعوني داخل السيارة وإنطلقوا بسرعة، إلى مقرهم وبعد يومين أخذوني إلى مكا ن مجهول وكانوا قد وضعوا برأسي قناعاً لكي لا أعرف أين أنا، وقاموا بتخديري وإستئصال عيني اليسرى، وبعد ساعات من العملية أيقظوني لأكتشف نفسي أني موجود في أحد المشافي، وكانت صدمة كبرى بعد أن عرفت، أنهم إستأصلوا عيني ، بدأت أصرخ لكن بدون فائدة، أبقوني بالمشفى لفترة إسبوع، وبعدها أخرجوني، إلى مقرهم لأكتشف أني لست وحيداً فقد كان موجود معي شخص قد تمَّ إستئصال كليته بعد أن خطفوه من بلدة شيزر بريف حماة الشمالي، وكان يشرف على علاجي أحد الأطباء، إلى أن شفيت تماماً ومن ثم أطلقوا سراحي.
قام أهل الشاب المخطوف “خليل” بتقديم شكوى إلى محكمة جبهة النصرة، وإلى الان لم يتم التعرف على هذه العصابة المجرمة.
وتحرّم المنظمات المسؤولة عن حقوق الانسان، المتاجرة بالاعضاء البشرية فقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن منع ومكافحة الاتجار بالأعضاء البشرية، والمعاقبة عليها والذي أعربت من خلاله، ان الاتجار بالأعضاء البشرية حيثما يقع يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان فى الحياة, كذلك مبادئ منظمة الصحة العالمية التوجيهية بشأن زرع الخلايا ونسج الأعضاء البشرية, ( المبدأ الخامس يمنع بيع وشراء الاعضاء البشرية), و إستنكرت جمعية الصحة العالمية من بيع الاعضاء البشرية لأجل الزرع.