بعد يومين من الحادثة المأساوية لغرق قارب أودى بحياة قرابة 80 شخصًا وبقاء المئات في عداد المفقودين ، باتت الاتهامات واضحة بتباطؤ اليونان عن محاولة إنقاذه.
أفادت مصادر دولية اليوم الجمعة، بأنّ المدعي العام في المحكمة العليا ،إيسيدوروس دوجياكوس، أصدر أمرًا إلى نائب المدعي العام للمحكمة العليا، جورجيوس أويكونومو ، للإشراف على التحقيق مع خفر السواحل اليونانية بشأن غرق القارب الأخير منذ يومين.
فقد جاء في دعوى الاتهام أنّ خفر السواحل اليونانية تباطأت بتنفيذ عملية الإنقاذ حتى غرق القارب بالإضافة إلى اتهامات بمحاولة جرّ القارب مما أفقده توازنه ودرجة ميله وانقلابه.
وحسب ما أكد خفر السواحل اليوناني، فقد تم العثور على 79 جثة حتى الآن، كما تم إنقاذ 104 أشخاص، موضحًا أن الناجين هم 47 سوريًا و43 مصريًا و12 باكستانيًا وفلسطينيان.
وتخشى السلطات أن مئات المهاجرين الآخرين مازالوا في عداد المفقودين بحسب شهادات الناجين، حيث أوضح شهود من القارب أن عدد الركاب لا يقل عن 750 شخصًا.
ووفق شهادات الناجين فقد طلب اللاجئون نداء إستغاثة من فريق التتبع ومن سيدة عربية تعمل في إحدى المنظمات الإغاثية، وتم التواصل مع خفر سواحل اليونان إلّا أنّهم لم يستجيبوا لهم و كذبوا على فريق التتبع و المنظمات الإغاثية أنّه تم إنقاذ القارب لكنّهم في الواقع تركوه ليغرق.
وقد أكّد غواصون يونانيون أنّه من الصعب جدًا سحب حطام القارب لأنّهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المكان الذي نزل فيه حيث يعتبر من الأماكن الأغرق في البحر المتوسط.
وأضاف الغواصون أنّه لا يمكن الوصول إلى حطام القارب إلا عن طريق لمركبات الآلية الخاصة تحت الماء ، والتي لا تمتلكها اليونان، مشيرين إلى إمكانية القيام بذلك في حال الاستعانة بالبلدان التي تمتلك تلك الآلات.
ومع ذلك، فإن التكلفة باهظة حيث قد تزيد عن 100 مليون يورو أو أكثر في وقت لا يوجد في أي بلد في أوروبا تقريبًا لديه مثل هذه الآلات.
ووفق تصريحات الغواصين فقد تستمر العملية لمدة 15 يومًا لأنّه يجب الغوص لمسافة 5 آلاف متر، ومع مرور الساعات ، تتلاشى الآمال بشأن الناجين.
يذكر أنّه تم رصد القارب في المياه الدولية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بواسطة طائرة تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” حيث كان في طريقه إلى إيطاليا وعلى بُعد حوالي 50 ميلاً ( 80 كيلومترًا ) جنوب غرب بلدة بيلوس في جنوب اليونان.
الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة تعتبر الأكثر دموية في اليونان هذا العام من حيث حجم الحطام وعدد الضحايا.