قالت مجلة “إيكونوميست” إن سوريا، التي شهدت توقفا جزئيا ومؤقتا للعنف، ترجع نحو الحرب، وسط انهيار محادثات السلام في جنيف، وهدنة وقف إطلاق النار التي بدأت في 27 شباط/ فبراير الماضي.
وأشارت المجلة البريطانية إلى أن القتال شهد تراجعا نادرا في سوريا منذ بدء الهدنة نهاية شباط/ فبراير الماضي، مستدركة أن الانتهاكات تدل على بدء أزمة جديدة.
ومنذ الأسبوع الأول من نيسان/ أبريل الجاري، قصف نظام بشار الأسد مناطق جنوب حلب، مدعيا وجود جبهة النصرة في تلك المناطق، المستثناة من وقف إطلاق النار، موضحة أن الضربات الجارية استهدفت مناطق مدنية هناك، فقد أدى قصف لطيران النظام في 19 نيسان/ أبريل لمقتل خمسين شخصا في بلدتين في إدلب، إحداهما على معرة النعمان التي تشهد مظاهرات ضد جبهة النصرة.
وصعدت قوات المعارضة من جانبها كذلك، بحسب “إيكونوميست”، ففي 18 نيسان/ أبريل الجاري، أعلنت مجموعة من الفصائل هجوما مضادا جاء “لرد المظالم” بعد انتهاكات قوات النظام، تبعه هجوم في اللاذقية
انهيار محادثات جنيف
وأدى ذلك لانهيار لمحادثات السلام في جنيف، والتي تم استئنافها بداية الشهر، إذ أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة السورية، في 18 نيسان/ أبريل أنها ستنسحب من المفاوضات بسبب استمرار العنف، وبسبب مقترحات الحلول السياسة المقدمة التي لا تناسبها.
ونشرت هذه الأفكار والمقترحات على تويتر عن طريق السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، والتي تتضمن وضع ثلاثة نواب رئيس للعمل تحت حكم بشار الأسد، ولا يملكون صلاحيات مثل الرئيس والأجهزة الأمنية.
الأسد هو المشكلة
ورأت المجلة أن المشكلة الرئيسية في هدنة وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية هي وجود الأسد في الحكم.
وبدأت أمريكا والأمم المتحدة بالتنازل قليلا عن مصير الأسد للتركيز على تنظيم الدولة، بالرغم وجود مزيد من الأدلة على أن التعذيب الممنهج الواسع هو من جهة النظام، بما في ذلك الانتهاك الجنسي، والحرق باستخدام الكهرباء، والخصي، الذي وثقته “لجنة العدالة الدولية والمحاسبة”، الهيئة المستقلة التي تعمل على سوريا.
وتحاول روسيا التي تدعم الأسد، وأمريكا التي تدعم المعارضة شكليا، إعادة الأمور إلى مسارها، بحسب “إيكونوميست”، التي قالت إن كلا الطرفين سيضغطان على أتباعهم للحفاظ على الهدنة، كما أن كليهما يريدان رؤية صفقة أوسع والآن، إذ أن جزءا كبيرا من التعاون بين الطرفين مرتبط بوجود الإدارة الأمريكية الحالية، التي تتعاون مع روسيا عن طريق وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
روسيا لا تتعاون
ومع ذلك، أشارت “إيكونوميست” إلى أن روسيا بالكاد تتعاون، إذ أخبر مسؤولون أمريكيون صحيفة “وول ستريت جورنال” أن روسيا تحرك قطعا مدفعية لشمال سوريا، حيث عادت بعض القوات الإيرانية كذلك، مما يدل على رغبة بمعاودة القتال.
وأثناء ذلك، لا يواجه الثوار قوات النظام وحسب، بل يواجهون تنظيم الدولة كذلك، غير المستهدف بهدنة وقف إطلاق النار، والذي يسعى لاستعادة بعض الأراضي الجديدة، خصوصا شمال البلاد قرب حلب.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن 35 ألف سوري فروا من القتال، و100 ألف عالقون على الحدود التركية، المغلقة منذ شهور.
واختتمت “إيكونوميست” بقولها إن “السلام أكثر ضرورة من أي وقت سبق، لكنه أصعب من أي وقت مضى“.
الاسلام اليوم