لم يكن الحصار والموت جوعاً ومرضاً هما القاتل الوحيد في مضايا وبقين في ريف دمشق الغربي، فكانت الألغام المزروعة حول الحواجز سبباً جديداً، ففي أثناء البحث عن الدفء أو الطعام عند أطراف البلدة تنفجر فجأة الألغام الفردية المزروعة من قبل جيش الأسد ومليشيا حزب الله اللبناني اللذان يحاصران البلدة ويطبقون عليها منذ 170 يوم تقريباً.
حيث لقي أربعة أشخاص وامرأة مصرعهم خلال الأسبوع المنصرم عند محاولتهم تهريب بعض الكيلو غرامات من المواد الغذائية فانفجرت بهم الألغام المزروعة خلف أحد الحواجز بينما قضى شخص يوم أمس السبت 12 ديسمبر برصاص رشاش 23 عندما كان يجمع الحطب في بقين.
رحلة البحث عن الغذاء والدفء في مضايا محفوفة بالموت، فثمن تلك المواد تكلف الناس حياتهم، حيث يضطر الناس لتسليم قطعة سلاح فردية للحصول على بعض الكيلوغرامات من الأرز والبرغل والسكر.
حيث وصل سعر كيلو غرام واحد من الأرز أو السكر على حد سواء 22 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 70$ اليوم بينما قطعة واحدة من البسكويت 1500 ليرة فسجلت مضايا أعلى سعر للمواد الغذائية في العالم.
كما أن النظام فرض الحصار على بلدة مضايا منذ عقد الهدنة بين حركة أحرار الشام والمفاوض الإيراني في هدنة الزبداني والفوعة. وبدأت بعدها حملات التهجير القسري لأهالي الزبداني من مناطق نزوحهم وزجهم في مضايا يجوعون ويمرضون أو يلقون حتفهم لأسباب كثيرة. ووصل العدد لأكثر من أربعين ألف نسمة في هذه البلدة الصغيرة التي تتبع إداريا للزبداني في ريف دمشق.
وهذا الحصار شمل المواد الغذائية والطبية والمحروقات؛ وكل ما يحتاجه الإنسان للعيش فهو ممنوع من الدخول.
ويعاني المركز الطبي الوحيد في المنطقة من شح المواد الطبية ونقص حاد بالمستلزمات الطبية، وذكر نشطاء من المركز الطبي أن المركز يستقبل عشرة حالات إغماء يومياً على الأقل بسبب سوء التغذية.
يذكر أن أهالي البلدة والنازحين إليها والمهجرين خرجوا بمظاهرات سلمية رفعوا فيها لافتات “لا للجوع” و “فكوا الحصار عن المدنيين” بينما حمل الأطفال لافتات كتب عليها “أنا جائع” و “أريد خبزاً” ونفذ الأهالي اعتصاماً مفتوحاً حتى تنفيذ مطالبهم بفتح الطريق وايقاف التهجير القسري وإدخال المواد الغذائية.
نور أحمد
المركز الصحفي السوري