قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2017، إن تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب بشمال سوريا في إطار اتفاق “عدم التصعيد” الذي توسطت فيه روسيا الشهر الماضي.
وقال أردوغان، الذي يزور نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال مقابلة مع وكالة رويترز، إنه سيناقش مسألة مناطق عدم التصعيد التي اتفقت عليها تركيا وروسيا وإيران خلال محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أنقرة، الأسبوع القادم.
وأضاف: “اتفاق منطقة عدم التصعيد كان فكرة واعدة… يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب”، معتبراً أن المهمة ليست سهلة، وأضاف أيضاً: “سنبحث مع بوتين الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن”.
استفتاء إقليم كردستان
وتأتي تصريحات أردوغان قبل أيام قليلة من الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان العراق حول انفصال الإقليم، الذي تجمع زعيمه مسعود بارزاني علاقات جيدة مع أنقرة.
وتخشى دول جوار العراق، ومن ضمنها تركيا، أن يؤجج ذلك الاضطرابات بين الأكراد الذين يعيشون على أراضيها، وقال حلفاء غربيون إن هذا يمكن أن يصرف الانتباه عن محاربة تنظيم الدولة.
وقال أردوغان إن تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مضادة، منها فرض عقوبات على كردستان العراق؛ بسبب الاستفتاء، وأضاف أن تركيا قدمت موعد اجتماع مجلس الوزراء وجلسة لمجلس الأمن القومي إلى يوم الجمعة؛ لبحث الاستفتاء. وقال إن البرلمان سينعقد أيضاً في جلسة استثنائية يوم السبت.
وأضاف: “سنبحث نوعية العقوبات التي يجب فرضها دون تأخير ومتى ستُفرض العقوبات”. لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعتها المحتملة.
وتجري القوات التركية مناورات عسكرية قرب الحدود، وقال أردوغان السبت إن قرار نشر القوات في الخارج سيُحال إلى البرلمان للتصويت.
واعتبر أردوغان أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي لتركيا وينبغي لها ترحيل رجل الدين المقيم فيها فتح الله كولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب باءت بالفشل في 2016.
وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن أيضاً بسبب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً. وحذر أردوغان واشنطن من أن قرارها تسليح القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في سوريا قد يضر واشنطن وحلفاءها في نهاية المطاف.
وأضاف أردوغان: “تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان… يجب ألا تؤوي واشنطن الإرهابيين ويجب تسليمهم لتركيا… أيضاً، تسليح ودعم وحدات حماية الشعب الكردية يمكن أن يضرا الولايات المتحدة وأصدقاءها”.
العلاقات مع ألمانيا
ووسط توتر تركي-أوروبي، قال الرئيس التركي في المقابلة، إنه يأمل تحسُّن العلاقات السياسية مع ألمانيا، وأشاد بالمستشارة أنجيلا ميركل؛ لامتناعها عن انتقاد تركيا وسياساتها.
وأضاف: “يحدوني الأمل في تحسن العلاقات… ليست لدينا مشكلة مع الجماهير الألمانية. لدينا مشكلة مع أسلوب بعض المسؤولين غير الملائم مع تركيا”.
واختلفت ميركل مع أردوغان على عدة جبهات في العام الأخير، وقالت إن الحقيقة واضحة وهي أنه ينبغي ألا تنضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وكانت ميركل، التي تعتبر السياسية الأكثر نفوذاً في الاتحاد الأوروبي، قالت إنها ستتحدث إلى بقية زعماء الاتحاد؛ لإنهاء محادثات منح تركيا عضويته.
وقال أردوغان: “لم تسرِ الأمور كما ينبغي في السنوات الـ54 الأخيرة فيما يتعلق بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي… نقف على عتبة الاتحاد الأوروبي وازدادت الأمور سوءاً. لم يفوا بوعودهم قط”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن علاقات بلاده مع حلف شمال الأطلسي قوية رغم شرائها نظام الدفاع الصاروخي “إس-400” من روسيا.
هاف بوست عربي