عبد الرزاق النبهان – حلب – «القدس العربي» : اتهمت فصائل المعارضة السورية المشاركة إلى جانب الجيش التركي في عملية غصن الزيتون، وحدات الحماية الكردية باستخدام أسلحة كيميائية في ريف عفرين، وذلك عقب سيطرتها على تلك المناطق.
وفي التفاصيل فقد أصيب عشرون مقاتلاً من فصائل المعارضة السورية، بحالات اختناق نتيجة قصف بـ»غاز الكلور السام» نفذّته «وحدات حماية الشعب – YPG» على مواقعهم التي سيطروا عليها مؤخراً في منطقة عفرين بريف حلب، وذلك حسب ما أعلنت الفصائل.
وقالت فصائل المعارضة السورية المشاركة إلى جانب القوات التركية في عملية «غصن الزيتون» عبر بيان اطلعت عليه «القدس العربي» إن مسلحي «YPG» استهدفوا بقذيفة هاون تحوي غاز الكلور السام مواقع الفصائل في قرية «الشيخ خروز» (النبي هوري) التابعة لناحية بلبل شمالي عفرين، ما أدى إلى إصابة 20 مقاتلاً 12 منهم من لواء صقور الشمال بينهم سبعة في حالة حرجة.
وقال مدير موقع OSN الصحافي ضرار الخطاب نقلاً عن مصدر عسكري من «المعارضة»، إن أعراض قصف «الكيماوي» ظهرت على المقاتلين المصابين، حيث شعروا جميعم بحالات «اختناق» وشحبت وجوههم، قبل أن تنقل فرق الإسعاف التركية الحالات الحرجة إلى مشفى في مدينة كليس التركية قرب الحدود.
وأضاف لـ«القدس العربي»، أن القصف المدفعي لـ مسلّحي «YPG» جاء تزامناً مع اشتباكات في محيط القرية شرقي بلدة بلبل، موضحاً أن القذيفة حين سقوطها قرب نقطة للمقاتلين لم تصدر صوتاً مرتفعاً حين انفجارها كغيرها من القذائف، إنما أصدرت صوتاً خافتاً وأطلقت دخاناً، أدى إلى نوبة سعال غير منقطع في صفوف المقاتلين قبل أن تظهر عليهم حالات الرجفان والاختناق.
في المقابل نفت «وحدات حماية الشعب الكردية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، استخدام أسلحة كيماوية ضد «الجيش السوري الحر» في منطقة عفرين، مؤكدة وقوع ضربة «كيماوية» دفعت بعناصرها إلى الانسحاب لسفوح «الجبال» عندما رأت تأثير هذه الأسلحة.
واتهمت «YPG» في بيانها، الجيش التركي باستخدام هذه النوعية من الأسلحة الكيماوية، وأن عناصرها انسحبوا عند رؤيتهم التأثير المباشر لهذه القذائف، بينما تعرض «الإرهابيون» الذين بقوا في ساحة القتال لتأثير هذا القصف المباشر.
ولفتت وحدات الحماية الكردية في بيانها، أن اتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية هو «محاولة من الدولة التركية والفصائل الجهادية الإرهابية المرتبطة بتركيا، لإخفاء هزائمها في شمال عفرين لأنها غير قادرة على الثبات في القتال، خاصة في محور قرية شيخ روز التي تلقى فيها الجيش التركي ضربات موجعة»، طبقاً لما جاء في البيان.
يشار إلى أن «حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD»، سبق أن اتهم فصائل «المعارضة السورية» والجيش تركي باستخدام أسلحة «محرمة دولياً» خلال معاركهما المستمرة منذ 20 شهر كانون الثاني الفائت في منطقة عفرين، الأمر الذي نفته «المعارضة حينها.
وما تزال عملية «غصن الزيتون» التي يخوضها الجيش التركي بالاشتراك مع فصائل «المعارضة السورية مستمرة في منطقة عفرين، وسط تقدم متواصل للفصائل، التي سيطرت خلالها على أكثر من 50 نقطة لمسلّحي وحدات الحماية الكردية في المنطقة أبرزها بلدة بلبل، إضافة لعدد من التلال الاستراتيجية شمالي وغربي وجنوبي عفرين.