بقلم طريف يوسف آغا
وقفَ الأبلهُ في رأسِ السنةِ وقالَ
خذوني لأتفقدَ جندي في (جوبَرَ)
فقالوا لهُ ياسيدي مهلاً فهذهِ
أرضٌ تنحني للرضيعِ فيها الجبابرَةْ
ورجالها ماهَبّوا إلى الحربِ إلا
وصَغُرَتْ في الأعينِ سيرَةُ عنترَةْ
هزيمتهمْ إنما ضربٌ مِنَ الخيالِ
والشجاعةُ في قلوبهمْ قَناطيرٌ مُقَنطَرَةْ
فقَومٌ يحبونَ الموتَ كما نحبُّ الحياةَ
هُمْ قَومٌ ليسَ لأحدٍ عليهمْ مَقدِرَةْ
كتبوا على أرضها بأنّهمْ لَنْ يَستسلِموا
وجعلوا مِنْ دِمائِنا لسيوفهمْ مَحبرَةْ
باتَتْ لنا كابوساً في النَومِ والصَحوِ
جَعلوا مِنها لجنودِنا ودباباتِنا مَقبرَةْ
ماظنناكَ صدقتَنا نجرُؤ على دُخولِها
فدخولُ جهنّمَ أمامَها مَشوَرَةْ
ماظنناكَ صَدّقتَنا ونحنُ أكذَبُ البَشَرِ
ونحنُ مُلوكُ التَزويرِ ومُلوكُ (الفَشوَرَةْ)
أسودٌ في السِلمِ نعاماتٌ في الحربِ
خبراءٌ في المتّةْ وفي صفَقاتِ السَمسَرَةْ
فعادَ الأبلهُ وسألَ: وبماذا تنصَحوني؟
فقالوا نأخذكَ إلى (الزَبلَطاني) المجاوِرَةْ
ونقولُ للشعبِ بأنكَ تزورُ (جوبَرَ)
ونصورُكَ تصافِحُ بعضَ الممَثِلينَ لِلمَنظَرَةْ
وتحدثُهُمْ عَنِ الجرذانِ والسَحالي
وبقيةِ ماعُرِفَ عنكَ مِنْ قِصَصِ الثرثرَةْ
فانْ كانَ للبلاهةِ هندسةٌ فأنتَ المسطَرَةْ
وإنْ كانِ لها تاجٌ، فأنتَ لها الجوهَرَةْ
ولاتنسى أنْ تتحدثَ بلغةِ (القاقِ)
مِنْ أجلِ في أعيُنِ رَبعِكَ أنْ تكْبَرَ
ثُمَّ نختُمُ بجلوسِكَ على مائِدَةِ (البَطاطا)
والكاميراتُ حولَكَ تجعلُكَ أحلى مَختَرَةْ
***
طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
هيوسـتن / تكسـاس