المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 18/6/2015
حصار خانق وارتفاع كبير بالأسعار لم يشهده الشارع السوري، في الشمال حتى الأن مع حلول شهر الصيام المبارك.
حيث شهدت المناطق المحررة ارتفاعا كبيراً بالأسعار لكافة المواد وبأنواعها المختلفة، سببه الحصار الخانق الذي تم بقطع الطريق الأساسي للوقود الذي مصدره الرقة، التي تسيطر عليها قوات تنظيم الدولة وبسبب المعارك الضارية والعنيفة في الشمال السوري، التي تشهدها في هذه الفترة بين وحدات حماية الشعب الكردي والتنظيم تحت غطاء جوي كثيف جداً، من طائرات التحالف الدولي التي تحرق الأخضر واليابس أمام الوحدات الكردية في سبيل القضاء على تنظيم الدولة مما أدى إلى تهجير مكثف من سكان المنطقة هناك وخاصة تل أبيض وزحفهم بتجاه الحدود السورية التركية المغلقة مما أدى إلى كارثة إنسانية كبيرة ومؤلمة.
وأما في الشمال والوسط السوري المحرر حيث حصل شبه انعدام في الحياة، بكافة جوانبها فقد توقفت المشافي الميدانية المليئة بالجرحى والتي لا يخلو يوم إلا ويتوافد عليها المئات من الجرحى والقتلى، بسبب القصف العشوائي والمكثف وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام مؤخراً.
هذا وقد توقفت الأفران عن عملها مما أدى للانقطاع الخبز الذي يعد الغذاء الرئيسي لهذه المناطق، وقد تم إغلاق عدد كبير من المحلات التجارية والمهن الصناعية لاعتمادها الأول على الوقود بعد انعدام الكهرباء نهائيا في هذه المناطق، مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع لقمة العيش لكثير من الناس.
إن هذا الحصار وسوء الوضع في المناطق المحررة أدى الى تحرك النظام، وتعامله مع الوضع حيث سيوفر هذا الوضع له مردودا كبير جداً حيث فتح الطريق من جهة محافظة حماه بتجاه المناطق المحررة، وأصبح يبيع المازوت بأضعاف السعر الذي يبيع فيه لأنصاره.
وليس هذا فقط بل أصبحت هناك مبادلة مهمة جداً لصالح النظام، حيث يأخذ من الناس القمح والمواد الزراعية مقابل المازوت والبنزين وتعد هذه العملية مهمة جداً بالنسبة للنظام لأن المواد الزراعية قليلة جداً في مناطق سيطرته، والتي هي متوفرة بكثرة لدى المناطق المحررة وهي عملها الأساسي والرئيسي وتعد هذه العملية قوة كبيرة لصالح النظام وتمنحه أمن غذائي احتياطي كبير يتخذه للساحل السوري وأنصاره وأتباعه، حيث أصبحت مورد هام له وتجارة رابحة حيث يغطي منها نفقات معاركه ويستطيع شراء صواريخ وأسلحة ويغطي نفقة البراميل التي يقتل بها الشعب السوري والتي يدفع هذا الشعب نفقات هذه الأسلحة الفتاكة به.
عدا ذلك الأثر السلبي الكبير جداً الذي انعكس على قوى الثورة حيث أثرت على سير القتال ويعد خسارة كبيرة لها وسيكون سبب مهم في تراجعها.
وقد أتى ذلك من انحراف قوى المعارضة في طريق القتال فقد تركت المعارك ضد النظام و
انشغلت بالقتال في ما بينها وفي ما بين تنظيم الدولة وبرأي السوريين هؤلاء المسؤولون عن دماء السوريين وهم شركاء بقتل الشعب السوري لذلك يتوجه السوريين إلى كل الفصائل بحل الأزمة ومواصلة القتال ضد النظام قبل أي قتال مع أحد غيره وتخليص الشعب من أداة تقتله مع مرور كل يوم عن طريق أدواته الإجرامية المتعددة.