كان إيقاف العمل بدورية الإرشاد القمعية وما تم تسميته بالعفو في إيران ذرًّا للرماد في العيون ، و ربما كان وفق نصائح وتوجيهات دولية حتى يُتاح للنظام المناورة والتحايل على القوانين والأعراف ، و بدت مجاراة النظام العالمي لملالي طهران أشدَّ وضوحًا في جلسة المجلس العالمي لحقوق الإنسان الذي حضره وزير خارجية الملالي و تتوالى بعدها الكوارث و الفضائح حيث لم يكن العفو عفوًا و لم يتم إيقاف العمل بدورية الإرشاد.. وها هو قمع النساء اليوم قد بات بالأجور والمكافآت المجزية ، وها هم الملالي يروضون بالنظام العالمي.
بينما يبطش الفقر بالمجتمع الإيراني وتعيش غالبية تحت خط الفقر ونسبة من الغالبية هذه تعيش في العدم ، والمُعلم مربي المجتمع و مهذبه يعيش الفقر وأصعب ظروف الحياة وغير آمن في سربه و لحظته و يومه على قوته و كرامته يدفع نظام الملالي أجورًا و مُكافآتٍ مُجزية لأولئك اللواتي يعملن على قمع وكسر المرأة الإيرانية غير مكترثين بأن ذلك قد يؤدي إلى كسر المجتمع برمته..، و ببساطة كيف يكترث لأمر المجتمع من لا ينتمي إليه ، وكيف يكترث وهو نفسه الذي يريد تطبيق ما أسماه بقانون العفاف غير مكترث بستر من يعتقلهن من النساء والفتيات الصغيرات إذ تعرت أجسادهن أثناء حملات الاعتقال الهمجية.. بمعنى أن تلك الفرق القمعية البربرية لا تُقيم للحياة و لا الأعراض وزنًا و كثيرة هي الأدلة الشاهدة على ذلك.
تكاد لا تمر أيام حتى تسمع فيها عن كارثة جديدة بحق النساء في إيران ، وعلى ما يبدو أن الأمر بات كمعركة حامية الوطيس بين طرفين ندين لبعضهما البعض.. المجتمع الإيراني من جهة ومراكز قوى الجماعات الحاكمة في إيران تمسحًا بالدين واستتارًا تحت غطائه ، وعلى الرغم من أن مراكز قوى الحكم هذه لم تدخر وسعًا في قمعها للشعب الإيراني وخاصة النساء من قتل واغتيالات واختطاف واغتصاب وتنكيل وتعذيب في أماكن الاعتقال وفي سيارات الأجهزة القمعية وفي السجون وإصدار أحكامًا ثقيلة بالسجن وأحكامًا أخرى مهينة تتعلق بموضوع الحجاب بالإكراه إلا أن المرأة الإيرانية لازالت تواجه غير آبهةً بما يفعله نظام الملالي الذي يبدو أن النساء قد رأين فيما فعله آخر ما في وسعه وأنه لم يعد هناك شيء لم يفعله النظام ضد النساء وأن كل شيءٍ تساوى في ظل حكم هذا النظام ، الحياة كلها و الوجود و العدم واحد بل قد يكون العدم أفضل خاصة عندما تكون الكرامة عُرضةً للمساس في كل لحظة ويكون القوت والمصير مرهونين بالكرامة هنا لابد أن يكون للموت أولوية على الحياة وهذه هي طبيعة المواجهات بين النساء ومنظومة حكم الملالي.. تلك المنظومة التي أوصلت الناس رفض كل شيء يتأتى من خلال الملالي حتى لو كان يتعلق بالعقيدة أيًّا كانت دينية أو سياسية فالمجتمع عقائديٌ محافظ وملتزمٌ بقيمه وتراثه وتاريخه قبل أن يحكمه الملالي؛ الملالي الذين قدموا السلطة والسلطان على الدين واتخذوا من الدين والمذهب الجعفري وسيلة للخداع لبلوغ غاياتهم وتنفيذ المهام الموكلين بها من قِبل من أوصلوهم للسلطة وجعلوهم خلفاء للشاهنشاهية مكملين لمسيرتها بخطاب جديد إتسع ليجعل للملالي نفوذًا يتخطى حدودهم ، وصحيح أنه أوسع من قدراتهم لكن دعم النظام العالمي لهم سيؤهلهم لمخططهم الإقليمي وسيُخضع لهم كل ما حولهم وكل الأُطر التي يتأطرون بها أو يشاركون فيها كضيوف مشاركين كالمؤتمر الإسلامي العالمي وجامعة الدول العربية ، فقد كان ذيول الملالي في العراق قبل التطبيع العربي مع الملالي يمثلون الناطق الرسمي لنظام الملالي داخل الجامعة العربية؛ وقد لا يخلو المؤتمر الإسلامي العالمي من هكذا وضع أو من يطالب فيه بالتهدئة مع نظام لا يعترف بهم جميعًا ولا يقيم لهم وزنًا.
أظهر الغرب تفاعلًا صوريًّا بعد جريمة القتل الشنيع للفتاة الكردية الإيرانية جينا أميني (مهسا أميني) يكاد أن يكون في حينها موقفًا محترفًا متماشيًا مع الهبة العالمية مع تلك الجريمة؛ لكنه أي الغرب سرعان ما سكن بل وتراجع أيضًا حيث عمدت بعض الأطراف في دعم ابن الشاه المخلوع الذي نزع أباه ونظامه اسمها منها وكذلك هو الحال مع قومها وباقي الأقليات الأخرى قبل أن ينتزع الملالي روحها منها ، ثم رفض الاتحاد الأوروبي وضع حرس الملالي على قائمة الإرهاب على الرغم من تصويت أغلبية البرلمان الأوروبي على وضع اسم الحرس في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي ، وهنا لم تتطابق الإجراءات العملية للاتحاد الأوروبي والغرب مع شعاراتهم كما أنهم لم يحترموا برلمانهم وتشريعهم كما لم يراعوا مأساة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة المتضررة من إرهاب وتدخلات ومخدرات نظام الملالي.
وتتوالى الأحداث التي تثبت مدى دعم النظام العالمي لنظام الملالي ومن هذه الأحداث منع فرنسا إقامة تظاهرة للمقاومة الإيرانية مباشرة بعد مكالمة لمدة ساعة ونصف بين إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية الملالي والرئيس الفرنسي ماكرون وقد كانت لهذه المكالمة و لهذا التعاون مع الملالي مقدمات وتنسيقات جرت في العراق وإيران وعلى هامش مؤتمر بغداد الذي حضره أيضًا منسق السياسة الأوروبية ، ومن هذه الأحداث أيضًا احتفال الملالي بمقتل لاجئ سياسي إيراني وإصابة أكثر مائة آخرين بعد تغرير نظام الملالي بالسلطات الألبانية ودفعها نحو 1200 شخص من قوات النخبة الأمنية لاقتحام مخيم أشرف3 في ألبانيا ما تسبب في أضرار بشرية ومادية جسيمة ، وعلى الجانب الآخر لم تنجو فرنسا و لا ألبانيا من الخسارة فقد لحقت بسمعتهما خسائر فادحة إذ تمكنت المقاومة الإيرانية من كسر قرار الحكومة الفرنسية قضائيًّا و أقامت فعاليتها ، وفضح الملالي الغرب إعلاميًًا في عُرسٍ لم يبق مهرج من مهرجي الملالي إلا وطبل وغنى فيه ملء الفم ، و لم يحدد الملالي من المقصود بأغانيهم وردحهم فقد شملوا الجميع بجملة (أخضعنا القوى الاستكبارية لإرادة الجمهورية الإسلامية.. وبما معناه إنهم يطلبون رضانا) أغنية لم يبق مغنٍّ من المغنين في صلاة الجمعة الاستعراضية وغيرها إلا و غنى بها على الملأ وسمعها الغرب و لم يعلق و سمعوها في ألبانيا وسمعوا ما هو أكثر من ذلك و لم يعلقوا.
أجور ومكافآت مُجزية في إيران لقمع النساء
بعد أن غرر الملالي بالغرب وبمؤسسات النظام العالمي وكذب وزير خارجيتهم في مجلس حقوق الإنسان في جنيف حول العفو و دورية الإرشاد عاد النظام إلى طبيعته فلا عفو كان ولا دورية إرشاد توقفت بل عادت أسوأ مما كانت وبتغطيات ومسميات احتيالية مختلفة كان آخرها نية النظام توظيف قوة قمعية تحت مسمى (حُراس الحِجاب) براتب شهري قدره 12 مليون تومان في حين أن رواتب العمال أقل من خمسة ملايين تومان ، ولابد أن تكون لهذه الوحوش التي يستخدمها النظام في القمع مكافآت إضافية تشجعهم على البطش بالنساء وإذلالهن ، 12 مليون تومان تُدفع لأجل القمع و لا تُدفع من أجل إعاشة الفقراء والاهتمام بحالهم.
يحاول نظام الملالي اليوم أخذ تدابير قمعية واسعة في جميع أنحاء إيران خوفًا من تجدّد تصاعد الانتفاضة الوطنية في ظل مخاوف داخلية من احتدام مواجهات النظام مع النساء ، وقد تكون هذه المرة هي القاضية التي لا قيام للنظام وجنوده منها، ويدرك النظام مدى حجم ردود الأفعال المتوقعة من قبل الشعب وخاصة النساء بعد حجم القمع والدماء التي أُريقت على أرضية الشوارع بجميع أنحاء إيران، ولذلك يتحرك الملالي بشكل واسع اليوم في إتجاهين الأول تعزيز قدراتهم القمعية في الداخل والعمل على خلق الأسباب التي يمكنهم من خلالها قمع قوى المعارضة، و المقاومة الإيرانية في الخارج ، وتلك هي أحد مؤشرات تهالك النظام وبلوغه المراحل النهائية من عمره.
من جهتها لم يعد لدى المرأة الإيرانية ما تخسره وستخوض معركتها المصيرية الأخيرة ضد الملالي بشجاعة واستبسال وأخالها معركة ثأر وتحرير مع النظام.
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي
Thanks for every one of your hard work on this web page. My aunt really likes managing research and it’s really easy to understand why. Most of us hear all of the compelling way you deliver helpful tips via your web site and as well as cause participation from some other people on the situation so our favorite simple princess is certainly understanding a lot of things. Have fun with the remaining portion of the year. Your doing a wonderful job.
I am sure this article has touched all the internet people, its really really pleasant article on building
up new weblog.
Inspiring quest there. What happened after? Take care!
Greetings I am so glad I found your blog page,
I really found you by mistake, while I was researching on Digg for something else,
Nonetheless I am here now and would just like to say thank you for a tremendous post and a all round exciting blog (I also love
the theme/design), I don’t have time to read it all at the minute but
I have bookmarked it and also added your RSS feeds,
so when I have time I will be back to read a lot more, Please do keep up the great jo.
Hello everybody, here every person is sharing such experience, therefore it’s pleasant to read this webpage, and I used to visit
this weblog everyday.