الظواهري قتيلاً في شرفة منزله بكابُل… كيف تحول من طبيب جراح إلى متزعم أخطر تنظيم دولي؟
قُتل أيمن الظواهري متزعم تنظيم القاعدة بغارة أمريكية السبت 30 تموز/يوليو الفائت في العاصمة الأفغانية، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الاثنين 1 آب/أغسطس.
وقال بايدن وفق خطاب تلفزيوني أنه أعطى الضوء الأخضر للغارة العالية الدقة التي استهدفت الظواهري بنجاح في العاصمة الأفغانية كابل خلال نهاية الأسبوع، وأضاف أن العدالة تحققت، معرباً عن أمله في أن يساعد مقتل الظواهري عائلات ضحايا 11 أيلول/ سبتمبر على طي الصفحة.
ونقل موقع “ميدل إيست أونلاين” عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، أن الظواهري كان على شرفة منزله في كابل أثناء الاستهداف بصواريخ “هيلفاير” بعد ساعة من شروق شمس 30 تموز/يوليو السابق، في حين كان هناك جنود أمريكيون على الأرض.
وعلّقت وزارة الداخلية الأفغانية بالنفي صباح السبت الماضي عن تقارير انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن غارة بطائرة مسيرة في كابل، وقالت بتصريح لوكالة “فرانس برس” أن صاروخاً أصاب منزلاً خالياً في العاصمة، ولم يسفر عن وقوع إصابات، لتعود اليوم طالبان متسلمة الحكم عبر متحدث لها “ذبيح الله مجاهد” الذي غرّد على تويتر، أنه لم يتم الكشف عن طبيعة الحادث في البداية، وتبين فيما بعد أنها غارة لمسيرة أمريكية في انتهاك لسيادة البلاد ويخالف اتفاق الدوحة.
في سياق متصل، اعتبر مسؤول أمريكي، أن وجود الظواهري في كابل، يعد انتهاكا صارخاً لاتفاق الدوحة، وينص ذلك الاتفاق على عدم السماح باستخدام أفغانستان نقطة انطلاق للجهاديين، إلا أن بعض مسؤولي طالبان ومنهم وزير الداخلية حقاني، كانوا على علم بوجود الظواهري فيها.
من هو الظواهري؟
ينحدر الظواهري “71 عاماً” من عائلة مصرية ذات سيط في عدة مجالات، فوالدهُ “محمد ربيع الظواهري” كان أستاذاً في جامعة القاهرة وطبيباً بارزاً، وجده “الشيخ محمد الأحمدي الظواهري” كان الإمام الأكبر الرابع والثلاثين للأزهر، ووالدته “أميمة عزام” من عائلة نشطة سياسياً، وجده من والدته كان رئيساً لجامعة القاهرة، أما شقيق جده لوالدته كان “عزام باشا” الأمين العام لجامعة الدول العربية بين 1945-1952.
للظواهري شقيقة توأم وهي أستاذة في طب الأورام في المعهد القومي للسرطان بالقاهرة، وشقيق معتقل في مصر بعدما كان يعمل في منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية وحكم عليه بالإعدام بعد إدانته بالعمل لجماعة الجهاد، وأطلق سراحه لسنتين في حكم مرسي ثم أعيد اعتقاله عام 2013.
بحسب صحيفة الشرق الأوسط، كان الظواهري في طفولته وشبابه هادئاً مجتهداً في دراسته، حيث درس الطب في جامعة القاهرة وحصل على ماجستير في الجراحة، في حين كان ملتحقاً بحزب الإخوان المسلمين بشبابه ومعجباً بأفكار سيد قطب.
انتقاله لتنظيم القاعدة مع بن لادن
بعد إعدام سيد قطب في 1966، أسس الظواهري مع أربعة طلاب نواة تنظيم “الجهاد” الذي كان يطمح لقلب نظام الحكم في مصر، وتورط التنظيم بعشرات العمليات في مصر، اعتقلت قوات الأمن المصرية الظواهري في 1981 مع مئات آخرين في أعقاب اغتيال الرئيس أنور السادات، وارتبط اسمه بمحاولات اغتيال مسؤولين منهم وزير الداخلية ورئيس الوزراء.
بعد خروجه من السجن، سافر الظواهري للعمل في جدة السعودية كطبيب عام 1985، وبعد عام التقى بـابن لادن، ليصبح مستشاره الخاص وبعد سنوات كان قد خطط لهجمات على عدة سفارات مصرية، منها سفارتها في باكستان، ذلك قبل أن يدرج اسمه على لائحة الاتهام الأمريكية لدوره في تفجير السفارات الأمريكية في تنزانيا وكينيا.
فرّ الظواهري مع بن لادن إلى جبال تورا بورا، هناك خطط للعديد من الهجمات لعل أبرزها هجمات برجي التجارة العالمية، وفي عام 2011 ظهر اسمه على القائمة الأمريكية لأخطر المطلوبين مع 21 آخرين، ويذكر أن الظواهري تسلم قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن في باكستان عام 2011، وخصصت الإدارة الأمريكية مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الظواهري.
للمزيد من الأخبار اضغط هنا .
ابراهيم الخطيب/تقرير خبري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع