بعد مرور شهر على جولة #الإضراب الأولى للمعلمين الإيرانيين، بدأت، الثلاثاء، الجولة الثانية من الإضراب، الأمر الذي يعتبر تحدياً كبيراً لا سيما وأن عدداً من رؤساء النقابات، تم اعتقالهم إثر إضرابات مشابهة.
ووفقًا للصور ومقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قام المعلمون بالإضراب ورفضوا دخول الفصول الدراسية، في 26 مدينة إيرانية، أهمها: كرج، و #أصفهان ومازنداران.
وأصدر المعلمون المضربون بياناً أشاروا فيه إلى أن السبب وراء إضرابهم هو احتجاجهم على أوضاعهم المعيشية، وخصخصة التعليم، وقمع المعلمين عبر تطبيق سياسة العمل ليوم كامل.
ودعت اللجنة التنسيقية للتنظيمات النقابية إلى الإضراب، بداية من اليوم، على أن يستمر يومين، على أن يمتنع المعلمون عن دخول الفصول الدراسية في هذين اليومين، ويمكثوا في استراحة المدرسين.
وكان لافتاً في هذه الجولة من الإضراب مطالبة البيان للمعلمين بالإعلان عن إضرابهم عبر الفضاء الافتراضي، واستغلال فترات استراحة الطلبة لدعوة الزملاء للإضراب.
ومن ناحية أخرى، توجهت اللجنة التنسيقية، في بيانها، لمؤسسات الدولة، قائلة إن: “مؤسسات الدولة وأجهزتها تعلم جيدًا أن التنظيمات النقابية واللجنة التنسيقية مرخصة وقانونية، وفقًا للمواد 26 و27 من الدستور. كما أن الاحتجاج حق دستوري للمعلمين”.
ورفض البيان محاولات التشويه المتعمدة التي يمارسها الإعلام الحكومي ضد المعلمين، محاولا تصوير إضرابهم بأنه سياسي وليس فئويا.
يذكر أن #المعلمين قاموا بجولة سابقة من الإضراب يومي 14، و15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية “الغلاء والتضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمعلمين واستمرار اعتقال نشطاء النقابات التعليمية”.
وتزامنًا مع ذلك، قام الأمن الإيراني باعتقال محمد رضا رمضان زاده، رئيس نقابة خراسان الشمالية ومدير لجنة تنسيقيات نقابات المعلمين الإيرانيين، في مدينة بجنورد.
وحمل المعلمون المضربون وقتها لافتات كُتب عليها ما يفسر إضرابهم، ومنها: “الاحتجاج على خصخصة المدارس، وعدم تحسن الأوضاع المعيشية، واستمرار اعتقال نشطاء النقابات التعليمية”.
وذكرت بعض التقارير الصحافية في حينه أن الأمن الإيراني حذر مديري المدارس من نشر صور الإضراب، لما لها من تبعات داخلية وخارجية، حيث جاء إضراب المعلمين بعد خطوات مشابهة لسائقي الشاحنات، نتج عنها اعتقال أكثر من 200 شخص.
كما تداول النشطاء الإيرانيون في الجولة الأولى من الإضراب هاشتاغا تحت عنوان “#تحسن_سراسر_معلمان”، أي إضراب عام للمعلمين، لمتابعة آخر أخبار الإضراب ونتائجه.
وبسبب الصدى الواسع الذي أحدثته الجولة الأولى من الإضراب، قامت السلطات الإيرانية باعتقال بعض نشطاء نقابات المعلمين في مدن مختلفة، كما تم استدعاء عدد من المعلمين إلى المؤسسات الأمنية والأجهزة القضائية.
لكن وزارة التربية والتعليم لم تبد أي رد فعل تجاه إضراب شهر أكتوبر الماضي، الذي استمر ليومين، كما امتنع وزير التربية والتعليم محمد بطحائي عن التحدث مع المعلمين.
وفي السياق، لم تكن جولة الإضراب الذي تم في أكتوبر هي أول محاولات المعلمين للتعبير عن احتجاجهم، فقد نظم المعلمون يوم 10 مايو/أيار الماضي إضرابا أمام مبنى منظمة التخطيط والميزانية، مما أدى إلى اعتقال عدد منهم.
وهناك الآن ستة معلمين رهن الاعتقال في السجون الإيرانية هم: محمد حبيبي، ومحمود بهشتي لانغرودي، وإسماعيل عبدي، ومحمد ثاني، وروح الله مرداني، وبختيار عارفي، وذلك بسبب نشاطاتهم النقابية.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول المعلمين في جولة جديدة من الإضراب اليوم وغدا، يدل على أن الدولة الإيرانية لا ترغب، أو لا تقدر، على التعامل الإيجابي مع قضايا المعلمين الملحة وتحسين أوضاعهم، وأن الأداء الوحيد القابل التصاعد في الأيام القادمة هو المواجهات الأمنية للمعلمين، وهو ما يرشح تفاقم الأزمة أكثر.
المصدر : العربية