«القدس العربي» من إسماعيل جمال وعبد الحميد صيام: بدأت عند الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس بتوقيت نيويورك جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بناء على طلب من فرنسا والمملكة المتحدة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في حلب، والتي تشير التقارير إلى أن المناطق الشرقية في المدينة قد أصبحت في أيدي الحكومة السورية وحلفائها.
وقد بدأت الجلسة بكلمة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والذي أشار إلى أن تقارير تتمتع بمصداقية أفادت أن هناك اعتقالات جماعية وإعدامات خارج نطاق القانون. وأشار إلى أن هناك هروبا جماعيا للمدنيين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري دون أمتعة. وقال إن وجود عدد من الإرهابيين يقدر بالمئات لا يعني أن يؤخذ بجريرتهم آلاف من المدنيين والأطفال. وقال إن مثل هذه الانتهاكات ستزيد من التطرف في المنطقة، وإن انتهاء مرحلة من القتال سيؤذن بفتح مرحلة أخرى. وقال إن حلب يجب أن تؤذن بنهاية المعارك والعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على تنفيذ القرارات المعتمدة بالإجماع وخاصة القرار 2254.
وفر الآلاف من جبهات القتال في حلب أمس الثلاثاء مع تقدم الجيش السوري في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وقال متحدث باسم الجيش السوري إن جيب المعارضة قد يسقط «في أي لحظة».
وأدت هزيمة قوات المعارضة في أكثر من نصف الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في حلب إلى نزوح جماعي للمدنيين والمقاتلين في ظل طقس قاس. ووصفت الأمم المتحدة هذه الأزمة بأنها «انهيار تام للإنسانية».
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إن لديه تقارير عن انتهاكات منها قيام قوات الحكومة السورية ومقاتلين عراقيين متحالفين معها بقتل 82 مدنيا على الأقل في الأحياء التي سيطروا عليها في حلب.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «التقارير التي لدينا تتحدث عن إطلاق النار على أشخاص في الشارع وهم يحاولون الفرار وإطلاق النار على أشخاص في منازلهم». وأضاف أنه «قد يكون هناك كثيرون غيرهم».
ووفقا لمعلومات من مصادر محلية في المنطقة، فإن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة في الجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أمس الثلاثاء، إن أكثر من 100 طفل محاصرون في إحدى مناطق شرقي حلب «يتعرضون لإطلاق النار». وطالبت المنظمة في بيان بـ»إخلاء المنطقة من القوات المسلحة المناوئة للنظام، من أجل تأمين خروج آمن للأطفال».
وفي السياق، عبر المدير الإقليمي للمنظمة، غيرت كابيلا، في البيان نفسه، عن قلقه العميق مما يتعرض له الأطفال في حلب. وقال كابيلا «لقد حان الوقت لأن يقف العالم من أجل أطفال حلب، ويوقف الكابوس الذي يعيشونه».
جاء ذلك فيما أعلن مسؤول في «حركة نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.
وقال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين الزنكي»، «تم التوصل الى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب».
وأوضح أن التوصل للاتفاق «جرى برعاية روسية تركية، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات».
وفي شرق حلب، أكد مصدر في حركة أحرار الشام الإسلامية النافذة في المدينة لفرانس برس التوصل للاتفاق.
وبحسب اليوسف، يتضمن الاتفاق «إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف».
وينص الاتفاق على أن «المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي او باتجاه محافظة إدلب».
ويأتي الإعلان عن التوصل إلى هذا الاتفاق مع اقتراب قوات النظام السوري من السيطرة على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ عام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.