شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجوما وقصفت بالمدفعية موقعا للمقاومة على حدود شمال القطاع، فيما قالت إسرائيل إن القصف جاء ردا على قيام نشطاء من القطاع بإطلاق قذيفة صاروخية سقطت على ساحل عسقلان القريب.
وذكرت مصادر فلسطينية أن المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شمال قطاع غزة أطلقت قذيفة باتجاه نقطة رصد تابعة للمقاومة في بلدة بيت لاهيا، ما أدى إلى تدميرها.
وقال ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له إن إحدى الدبابات قصفت موقعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في شمال القطاع ودمرته.
وترافقت عملية القصف مع قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بالتحليق المكثف فوق أجواء قطاع غزة، إضافة إلى تحليق مقاتلات مروحية في سماء المنطقة المستهدفة.
وجاء القصف المدفعي بعد إعلان إسرائيل عن قيام نشطاء من قطاع غزة بإطلاق قذيفة صاروخية، سقطت في منطقة مفتوحة في مجلس مستوطنات «ساحل عسقلان».
وذكرت تقارير إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مكان المنطقة التي سقطت فيها القذيفة.
وأكدت أن القذيفة التي سقطت في مكان مفتوح لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وجاء الإعلان الإسرائيلي عن سقوط صاروخ أطلق من جهة غزة على منطقة عسقلان، بعد وقت طويل من توقف إطلاق أي من الصواريخ من جهة القطاع على مناطق إسرائيلية قريبة من الحدود. وجاء الهجوم المدفعي بعد يومين من هجمات شنتها قوات الاحتلال واستهدفت المناطق الحدودية الزراعية الواقعة إلى الشمال والشرق من قطاع غزة، إضافة إلى قيامها بشن هجمات عديدة ضد الصيادين خلال عملهم قبالة سواحل القطاع. واستمرارا لهذه الهجمات، توغل صباح أمس عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية لمسافة محدودة شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ودخلت جرافات من موقع «كيسوفيم» العسكري، وشرعت بأعمال تمشيط وتجريف في تلك المنقطة، بغطاء من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على مقربة منها.
كذلك قامت قوات الاحتلال المتمركزة على مقربة من حدود بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، بإطلاق النار من أسلحة رشاشة تجاه الأراضي الزراعية. وحالت هذه الهجمات دون وصول المزارعين القاطنين على مقربة من تلك المناطق إلى حقولهم الزراعية القريبة، خشية تعرضهم لخطر الإصابة.
إلى ذلك هاجمت الزوارق الحربية الإسرائيلية، قوارب الصيادين قبالة سواحل شمال قطاع غزة. وقال صيادون، إن زوارق الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قواربهم، مما حال دون إتمام عملهم والعودة للشاطئ. وأكدوا أنهم كانوا يعملون وقت تعرضهم للهجوم في منطقة الصيد المسموح بها وفق إجراءات الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بشن هجمات على مزارعي الحدود، وتوغلات برية بين الحين والآخر في المنطقة العازلة التي تقيمها لمسافة 300 متر داخل حدود القطاع، وكذلك تشن هجمات شبه يوميه على الصيادين.
وتخالف هذه الهجمات اتفاق التهدئة القائم برعاية مصرية منذ صيف عام 2014 الذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.
من جانب آخر زعمت سلطات الاحتلال أن المفتشين الأمنيين في معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة، أحبطوا محاولة لتهريب مئات الطرود البريدية التي تحتوي على معدات يحظر إدخالها الى القطاع بموجب الحصار المفروض على السكان منذ عشر سنوات. وأشارت إلى أن من بين المواد التي جرى إحباط إدخالها «حوامات صغيرة» وكاميرات صغيرة، وآلات تصويب بأشعة الليزر تستخدم في الأسلحة. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن هذه المعدات تم شراؤها في مواقع تجارية على شبكة الانترنت.
وقالت إن القوة الخاصة التابعة لوزارة الجيش وجهاز الأمن العام، أحبطت مؤخرا المئات من المحاولات لتهريب المواد ومعدات المحظورة إلى القطاع عن طريق المعابر.
وبموجب الحصار المفروض على السكان تمنع إسرائيل إدخال مئات السلع، خاصة المواد الخام، التي أدت إلى شل القطاع الاقتصادي.
وتستخدم «الحوامات الصغيرة» التي تحدثت عنها إسرائيل في عمليات التصوير التلفزيوني، كونها مزودة بكاميرات صغيرة، وتستخدمها في غزة العديد من شركات الإنتاج التلفزيوني في عملها.
وكانت سلطات الاحتلال قد منعت في مرات سابقة إدخال الطرود البريدية إلى قطاع غزة.