يسكن قلبها القهر منذ أعوام، بعد أن مات أبويها بقذيفة غادرة ملؤها الحقد والإجرام فحولت شظاياها جسديهما لأشلاء وتركت أولادهما الثلاثة تائهين يواجهون مصاعب الحياة بكل بؤس.
تعيش أمل ذات العشرين عاماً مع أخويها محمد وعبدالخالق في مخيم من مخيمات النازحين شمال سوريا على مقربة من عائلة تربطهم صلة قربى حيث لم يبقَ لهم أحد يعينهم في الحياة بعد وفاة الأب والأم والجدين.
تحاول أمل أن تلعب دوراً ليس لها وأن تكون على قدر المسؤولية التي ألقيت على عاتقها وتقول بكل ثقة “أصبحت الأب والأم والجد والجدة رغم كل المتاعب والصعوبات التي واجهتني، ولكن هذه الصعوبات لم تكن عائقاً أمام إعالتي لإخوتي”
تتحدث أمل عن استشهاد أبويها والأيام العصيبة التي عاشتها مع أخويها بعد ذلك “كنا في المدرسة أنا وإخوتي لحظة وقوع الفاجعة، في صباح أحد أيام آذار الماطرة من عام 2018 سقطت قذيفة مصدرها قوات النظام على منزلنا فارتقى والداي شهيدين، بينما كنا في المدرسة خائفين من أصوات القصف اضطررنا للانصراف باكراً والعودة للمنزل الذي وجدناه مدمراً ويعج بالناس”
بعد تلك الحادثة انتقلت أمل وإخوتها للعيش في منزل عمها، لكنها لم تجد هناك المأمن وراحة البال لتفضل السكن وحيدةً في مخيم للنازحين وتقول “واجهت معاملة قاسية في منزل عمي، زوجته كانت تعاملني كالخادمة وتكره وجودي في منزلهم”
مصاعب عدة واجهتها أمل بعد نزوحهم من ريف إدلب الجنوبي إلى الشمالي حيث مخيمات النازحين، وهناك بدأت المصاعب في تأمين لقمة العيش وتعليم إخوتها وتأمين الدفء في الشتاء والعلاج وغيره.
تقول أمل “أصبحت ربة المنزل والأب والأخ الأكبر والأخت، أصبحت متعددة الشخصيات فالظروف أجبرتني على ذلك، فعندما يمرض أخي أسهر فوق رأسه، وأذهب معه إلى المدرسة عند طلب ولي أمره، وتراني أطهو وأعمل لتأمين لقمة العيش، ورفضت العديد من طلبات الزواج”
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع