يرد لفظ السحر للإشارة وإلى الخارق للطبيعة، والخرافة، والوهم، والاحتيال، والمعجزات، والخيال، وهذه المفردات في حد ذاتها إشكالية من حيث أنها يمكن أن تعطيَ انطباعًا زائفًا يشير إلى توافق في الآراء، وإلى أن الناس اعتنقوا نفس الأفكار والتفسيرات.
تحكي مريم أم محمد ” طالما كان محمد محض اهتمام من حوله، فقد كان ذكياً حنوناً مؤدبا ذو أخلاق عالية فأخذ محبة الجميع، وفي لحظة غفلة أثناء تناولنا طعام الغداء، بدأت معالم محمد تتغير ليرتمي ويبدأ الصراخ، ويضغط على عنقه بقوة في محاولة لخنق نفسه، فيترك عنقه، ويمسك شعره بذات القوة، بقينا في صدمة لبرهة، حتى بدأنا استيعاب جدية الأمر فقمنا بفك يديه، والإمساك بها أنا ووالده وجدته، وبالكاد استطعنا ضبطه، وكأن قوة سبعين رجل حلّت عليه.
تكررت حالته وازدادت سوءاً، فكان أول خاطر الذهاب إلى شيخ البلدة المعروف،
بناء على نصائح وكلام الأقارب بأن هكذا يكون وضع ” المسحور ” مع ذلك لم تتغير حالة محمد، فكانت محاولتنا أخيراً الذهاب إلى طبيب الأعصاب.
تلك المحاولة الأخيرة البائسة، فقد ضقنا ذرعاً إذ أن شمعة منزلنا انطفأت، وذهبت بهجة حياتنا مع مرض محمد وذبوله، قام الطبيب بمعاينته وإجراء صور الأشعة لرأسه، فتبين أن المرض زيادة شحنات كهربائية برأسه، وهذا ما يجعله يفقد وعيه حيث تسبب آلاماً تذهب العقل مؤقتاً، فتكون بشكل هستري وجنوني دون وعي أو إرادة “.
بقلم : سهير اسماعيل