إشاراتُ استفهامٍ وتعجبٍ يضعُها اللبنانيون أمامَ حرائقِ القبيات في لبنان. القبيات أو كما تسمى” موناكو عكار”
بلدةٌ سياحيةٌ حازت على لقبِ أجملِ بلدةٍ في لبنانَ عام 2019،
قضت النيرانُ على طبيعتِها الخلّابةِ خلالَ دقائقَ معدودةٍ..فهل كانَ الحريقُ مفتعلا؟
اندلعَ حريقٌ ليلَ الثلاثاءِ 28 تموز/يوليو، من أحدِ أحياءِ القبيات ” القطلبة “، سرعان انتشرَ نحو جبلِ المرغان وجبلِ برجِ البيئة، ليتوسّعَ لوادي عودين ودير مار إلياس حتى جبلِ أكروم وصولاً لمنطقةِ أكوم السوريةِ ثم اتجهتِ النيرانُ لمنطقةِ الرويمة وبيت جعفر والبستان.
ونقلت وكالةُ درج أن النارَ انتشرت بشكلٍ كبيرٍ في منطقةِ القطلبة، وألسنةُ اللهبِ بلغَ طولُها ال20 مترا. حاصرتِ السكانَ والمنازل.
قال الناشطُ البيئيُّ أنطوان ضاهر أنه بلغَتِ المساحةُ التي التهمتها النيرانُ حوالي 20 كيلومترا، ولم تشهدِ المنطقةُ حريقاً سريعَ الانتشارِ والانتقالِ كهذا.
ولم يستبعدْ أنطوان أن يكون الحريقُ مفتعلاً، فبعد اندلاعِ النيرانِ بحوالي الـ 20 دقيقةً خرجت عن السيطرةِ تماما، وقال “خسرنا ثروتَنا البيئيةَ التي كنا نتغنى بها”، بحسب مانقلته درج.
سرعةُ الرياحِ ساعدت في انتشارِ النيرانِ إضافةً لارتفاعِ درجاتِ الحرارةِ التي بلغت 38 درجة.
رئيسُ قسمِ التدريبِ في الدفاعِ المدنيّ نبيل صلحان أكّدَ أن الحريقَ الذي يندلعُ بعدَ منتصفِ الليلِ يطرحُ علاماتِ استفهامٍ. ولم يتطرقْ صلحان لتفاصيلَ أخرى، وتابعه على ذلك مديرُ الدفاعِ المدنيّ العميد ريمون خطار.
إلّا أنّ رئيسَ بلديةِ المشرف زاهر عون قال لموقعِ “النشرة اللبنانية” أن الحريقَ بدأ من خراجِ بلدةِ كفرمتى، وعادةً تحصلُ هكذا حرائق، لكن منذُ 40 عاماً لم يحدثْ كهذا الحريقِ. عون أُخبِرَ بالحريقِ الساعة 4 فجرا، وبدأ بالاتصالاتِ مباشرةً لكنَّ سياراتِ الدفاعِ المدنيّ لم تصلْ إلا صباحا.
سعد الحريري توعّدَ في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقبَ انتهاءِ اجتماعِ لجنةِ إدارةِ الكوراثِ، أنه إذا كانَ الحريقُ مفتعلاً فهناك من سيدفعُ الثمنَ، ولم يلمّحْ لأي طرفٍ كان.
صورٌ موجعةٌ من لبنانَ الأخضر
نقلَ موقعُ ليبانون ديبايت صورا للتلالِ مليئةً برمادِ الأشجارِ المتبقيةِ من أشجارِ وجبالِ القبيات، وهو ما تبقى من متنفسٍّ طبيعيّ للبنانيين،. وذكرَ الموقعُ أن لبنانَ لم يقتنِ طائراتٍ لإطفاءِ النيرانِ ولم يدعمْ هؤلاء الفاسدون قوى الدفاعِ المدني بـ “العدّة والعديد” لمواجهةِ كارثةٍ بهذا الحجم.
وقد أفادتِ الوكالةُ الوطنيةُ للأنباءِ، مساءَ الأربعاء الفائتِ 29 تموز/يوليو، بأنَّ ميشال عون طلبَ الاستعانةَ بقبرصَ في إخمادِ الحرائقِ التي اندلعت في قضاءِ عكار، شمال البلاد، طالباً من قيادةِ الجيشِ والدفاعِ المدني اللبنانيَين بذلَ الجهودِ لإطفاءِ تلك الحرائقِ، وعدمِ وصولِها إلى المنازل.
مروحياتٌ عسكريةٌ تابعةٌ للقواتِ الروسيةِ العاملةِ في سوريا ساندت فرقَ الإطفاءِ التابعةِ للنظامِ في إطفاءِ الحرائقِ التي تتمدّدُ شمالَ لبنان، بعدما بدأت بملامسةِ الحدود السورية بالقرب من الريفِ الغربيِّ لمحافظةِ حمصَ، وفقَ مانشرته وكالةُ سبوتنيك الروسيةُ على موقعِها الثلاثاء 28 تموز/يوليو.
سوريا شهدت في شهرِ تشرين الأول الفائتِ حرائقَ في الساحلِ وُصِفَت بأنها مفتعلةٌ من قِبَلِ شخصٍ أومجموعةٍ، جاءت عقبَ مهاجمةِ رامي مخلوف في فديو على صفحتِه في فيسبوك من وصفَهم بأثرياءِ الحربِ التابعين للنظام ، واتهمهم بسرقةِ لقمةِ الفقيرِ من فمه، وأنّ الظلمَ الحاصلَ سيكون حسابُه مختلفٌ، وأوصاهم بتذكّرِ كلماتِه جيداً.
وقال الدكتور رياض قره فلاح أستاذُ علمِ المناخِ في جامعةِ تشرين التابعةِ للنظامِ لتلفزيون الخبر المقرّبِ من النظامِ، أن ما حدثَ هو عمليةٌ تخريبيةٌ كبرى تهدّدُ الأمنَ البيئيَّ والاقتصاديَّ والسياحيَّ والسكنيَّ لسوريا.
محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع