الحرب السورية شردت ملايين السورين في أصقاع العالم، وجعلت منهم لاجئين ومشردين في كثير من الدول، فعندما تسمع أن شخصاً سوريا سافر من مدينته حماة إلى بيروت، ومن ثم إلى البرازيل، ومن ثم إلى فرنسا، أملا باللجوء في القارة الأوربية، بحثاً عن حياة أفضل بعد أن سدت في وجهه كل الطرق بالوصول إلى أوربا.. تقف مذهولا عن حجم المعانات التي يعانيها هكذا شخص وهكذا شعب للقيام بهذه الرحلة الطويلة وعبور قارات للوصول للقارة الأوربية المنشودة.
علي 24 عاماً من ريف حماة “مدينة السلمية” ترك مدينته وسافر إلى لبنان عام 2017 لأنه أصبح مطلوبا للخدمة الألزاميه لدى النظام السوري، الذي يفرض الخدمة على كل الذكور بعمر ال18 سنة.
عاش “علي” في لبنان سنتين محاولاً البدء بحياة جديدة وبناء مستقبل له، ونظراً الظروف الصعبة التي يعانيها اللاجئون السوريين في لبنان لايمكن أن يكون لبنان بلد لبناء المستقبل، لذلك عمل “علي” على البحث عن طرق للهجرة إلى أوربا عبر طريق تركيا لكنه تعرض للنصب من أشخاص يوهمون الشباب بأخذهم إلى تركيا، حيث نصب عليه ب2000 يورو. سمع “علي” أنه هناك طريقا إلى أوربا “فرنسا” عن طريق السفر إلى قارة أمريكا الجنوبية دولة البرازيل فهناك أقليم تابع لفرنسا “غويانا” يمكن العبور إليه من البرازيل بالتهريب وتقديم طلب اللجوء لفرنسا وفي حال القبول يمكنه الانتقال إلى فرنسا.
في عام 2019 سافر ” علي” إلى البرازيل وانتقل تهريباً إلى أقليم ” غويانا” الفرنسي .
يعيش “علي” في عاصمة أقليم
“غويانا” مدينة “كايين” مع عدد من الاجئين السوريين يقول “علي”: أن الطبيعة جميلة والجو حار لكن البحر لا يشبه البحر عندنا في سوريا فهو ليس صافي.
يعيش علي في مبنى مخصص لمقدمي طلب اللجوء مع 36 من السوريين وكان قد وصل في الربع الأول من العام الحالي حوالي 300 مهاجر سوري إلى أقليم” غويانا” كما أعلن المدير الأقليمي للصليب الأحمر “بينوا رونيلت” وأشار أن في عامي 2017-2018 كانت نسبة المهاجرين السوريين في أقليم غويانا 10% أما في هذا العام فقد وصلت نسبة السوريين إلى 30-40% من المهاجرين.
بعد عشرة شهور من تقديم “علي” طلبه للجوء قُبل طلبه، وهو الآن يعمل بصناعة الخبز على التنور ويبيعها للاجئين والسكان المحليين، فقد أحبوا هذا الخبز، وهو يعمل لجني بعض المال من أجل شراء ثمن بطاقة الطيارة للسفر إلى باريس. فالمستقبل للمعيشة والدراسة هي باريس بحسب “علي”.
وأقليم “غويانا” فقير وتنتشر البطالة والجريمة فيه حيث نسبة البطالة تصل 20% وحصلت في الأقليم عدة أحتجاجات على الأوضاع الصعبة.
على عكس “علي” “ميلاد” 30 عاماً سوري وصل إلى “غويانا” وهو عسكري منشق عن جيش النظام السوري رفضت السلطات الفرنسية طلبه للجوء، وهو يقول: أن العودة إلى سوريا يعني الموت لي.. فالسلطات الفرنسية لم تصدق روايته وهو ينتظر قرار الطعن والاستئناف في المحكمه. في انتظار حصوله على اللجوء، بدأ بالعمل في محال الحلاقة للاجئين، يمر الوقت بطيئا و”ميلاد” ينتظر فالأقامة في “غويانا” محطة عبور لا أكثر.
وسيم الحموي/المركز الصحفي السوري