أعلن مجلس وزراء النّظام أمس الثلاثاء 26 كانون الثاني/يناير، تأكيده على ضرورة التشدد بمراقبة الأسواق وضبط الأسعار لمنع حدوث التجاوزات أو المخالفات على حدّ تعبيره.
هل يمكن أن تصادر أملاكك دون علمك، كيف يؤثر قانون الإرهاب على المتهمين وعوائلهم؟؟
في جلسته الجديد يعلن مجلس وزراء النّظام ضرورة التشدد بمراقبة الأسواق وتضافر جهود الجهات المهنية لضمان توزيع المازوت المنزلي للمواطنين بشكل عادل، وضرورة تحلي لجان المحروقات بروح المبادرة وحسن الإدارة وتوزيعها وفق حاجة كلّ محافظة بشكل يحول دون وقوع أيّة مخالفات أو تجاوزات.
في سياقٍ متّصل، يعاني الأهالي في مناطق سيطرة النّظام من نقص حادّ بكافّة المواد من محروقات أو مواد استهلاكية، في الوقت الذي تملأ تلك المواد ذاتها السّوق السوداء وبمباركة أولئك الوزراء نفسهم وممثلي الحكومة المتهالكة.
عبّر روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي عن سخريتهم من تلك القرارات بتعليقاتهم التي أشعلت الصفحات التي شاركت خبر جلسة مجلس الوزراء، فيقول أحمد أبو مراد “كذابين بقرية بدا ريف دمشق لهلق 250 دفتر بس من أصل 4الاف دفتر عائلة!!!” ويقول حساب باسم توفيق الاسعد متسائلاً “وانتو شوشغلتكن مالكن علاقة لابوضع معيشة ولاتربوي ولاصحةولاكهربا ولامحروقات ولادراسة للكوارث ولا للمدافن للاسف يلي راح مابيرجع الله يكون مع كل شريف!!!”
فيما تقول أميرة أحمد مستنكرة الوضع المعيشي “أيّ أسعار!! صارت الأسعار فوق الوصف، لكان انينة زيت قلي بــ 5 آلاف…الخ” ويقول نبيل اسعد “اكيد مابتخجلو،،،اجا الصيف مافي داعي لمازوت التدفئه،،عيب يافاسدين ،،من 200لتر الى 100. الى لاشيء،،استحو انتو وتوصياتكم”
كيف لا ومسلسل الانتظار الذي يعيشه المواطن السوري يبدو في أوجه مع بدايات العام الجديد، فنقص مادّة الطّحين بزعم النّظام أجبره على إغلاق عدد كبير من الأفران لتبدأ معها رحلة الانتظار على الأفران التي ماتزال قيد العمل بغية الحصول على رغيف خبز قد يشبه كلّ شيء إلاّ رغيف الخبز نفسه.
ربّما ينتهي المواطن من رحلة انتظار الخبز بعد عدّة ساعات فقط، إن كان يعرف من أين تؤكل الكتف كما يقال، لكنّه حتماً سيواجه حلقات جديدة من مسلسل انتظاره المكسيكي لينتظر رسالة موعد حصوله على جرّة الغاز ورسالة أخرى قد تخبره بموعد وقوفه في الطابور للحصول على بضعة ليترات من المازوت أو بضعة كيلوغرامات من السكر والأرز أو ربما ليترين كاملين من الزيت مكرمة من حكومة الطّوابير.
لا ينتهي مسلسل انتظار المواطن مع كلّ تلك الحلقات المثيرة للشفقة والسخرية في آنٍ معاً، فأمامه حلقة جديدة في انتظار أن تعمل الكهرباء بعد ساعات طويلة من التقنين الذي تراه الحكومة مفيداً لجيبها ولصحّة المواطن، ولا يجب أن ينسى ذلك المواطن حلقة انتظار الماء بعد معاناته من نقصها لأسابيع متعددة.
لا يسع المواطن السوري في كنف حكومة النّظام إلاّ أن يتقدّم بالشكر الجزيل والامتنان للحكومة لأنها تعطيه دروساً عملية في الصبر وتحمّل المصاعب، والأهم من ذلك أنّها تنظم دور الوقوف في الطوابير عبر رسائلها الذكية، فمن لم تأتِه رسالة جرّة الغاز لا يفقد يومه هباء في الوقوف على طابور الغاز، وإنّما قد يستغل يومه بالوقوف على طابور آخر برسالة أخرى من الحكومة الذكية.
لاقت صور الطوابير رواجاً واسعاً رافقتها تعليقات غاضبة مستنكرة وساخرة أيضاً، فيقول ابو هيدرا “هذه الطوابير وعود الحكومة الزكية بأنها سوف تجعل المواطن اكثر رفاهة من خلال برامجها الترفيهيةعلى طوابير الدور خبز غاز مازوت” ويقول محمد القلطقجي “تماما هذا ما يحصل بالضبط ويروي عطش أعداء الإنسانية .فهذه جل غاياتهم”
أمّا علي الحسين فيشير إلى معاناة المواطن السوري بقوله “والله ماحدا حاسس بالمواطن غير رب المواطن والباقي همو نفسو وبس ف النا الله” ويقول أبو العيس “لا تنسي يلي مستفادين من الوضع الغلاء وصاحبين الكراسي بيطلعو ع التلفزيون بقولو مبروك انتصرنا عشو ازا مافي لخبز لمازوت لغاز لكهربا”
تجدر الإشارة إلى أنّ النّظام السوري زاد ساعات تقنين الكهرباء بحجّة موجة البرد وعدم قدرة المحطات على استيعاب الحاجة، وأغلق العديد من الأفران بحجّة نقص مادة الطحين، وخفّض كمية ليترات المازوت بحجة عدم قدرة الحكومة على تأمينه، في حين لا ينقص قصور وفيلات أولئك الوزراء والمسؤولين لا كهرباء ولا تدفئة ولا أيّ شيء.. فمن الملام !!!!!!!
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع