أطلق دونالد ترمب اتفاق إبراهيم، أو أبراهام بالعبرية، بشكل علني عام 2020، على عمليات التطبيع الحاصلة بين إسرائيل والدول العربية المطبعة.
كيف يُشرع النظام السوري السيطرة على الأملاك
تقول الدكتورة هبة جمال الباحثة المصرية بمعهد التخطيط المصري أن هذه الاتفاقية سترسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.
يسعى ترمب وحلفاؤه لحل قضية فلسطين من منطلقٍ دينيّ.
كان البحث عن جذرٍ دينيٍّ مشتركٍ يقود لاتفاقية إبراهيم ليكون حجر الارتكاز في حل الصراع العربي الإسرائيلي، حسب قول د. هبة.
حاولت منظمة الأونروا قبل مدة، تغيير اسم القدس للمدينة الإبراهيمية، ولكن رفض الفلسطينين جعلها تتراجع عن هذا الاسم.
تعتبر د.هبة أن هذه الاتفاقية هيمنة لإسرائيل على الدول العربية، وأن هذه الأفكار ليست شطحات خيال بعض المتهورين كترمب، بل استراتيجية تنظر لها وتؤصل مراكز دراسات أمريكية في جامعات عريقة مثل هارفارد، وتحتضنها وزارة الخارجية الأمريكية منذ سنوات.
ومن الأمثلة العديدة التي تقدمها د.هبة أن صندوق النقد الدولي قدّم تقريراً عن المشترك الإبراهيمي في عام 2000 ، وعقدت الأمم المتحدة اجتماعا للقادة الدينيين سنة 2005، للتمهيد لانخراط رجال الدين في تفاوضٍ دبلوماسي قبل تفاوض السياسيين.
تؤكد د.هبة أنه اعتمد على رموز التصوّف لقيادة هذه الدبلوماسية، ولذلك عقد في المغرب في 2017 الملتقى العلمي 12 بعنوان: التصوّف والدبلوماسية الرّوحية والأبعاد الثقافية والتنموية والحضارية.
خليجياً، تحاول أمريكا تعزيز بنية التطبيع بين مصر وإسرائيل، من خلال دعم القوة المتعددة الجنسية، لذا يمكن للإمارات العربية الانضمام لمقدمة الدول التي تعطي قوات متعدد الجنسيات، التي تشمل ألمانيا، واليابان، وفنلندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، والسويد، وسويسرا، والولايات المتحدة.
ستكلّف هذه العملية حوالي 80 مليون دولارا، توزع نفقاتها على مصر وإسرائيل وأمريكا. وستجد دول الخليج القوة هذه، فرصة لكسب ثقة واشنطن، والاشتراك مع مصر في حفظ السلام في سيناء.
فتحت مصر المجال لوصول قاعدة للطيران الإماراتي لضرب منافسيها في ليبيا. وكسبت مصر دعماً جوياً من إسرائيل في ضربها لتنظيم الدولة داعش في سيناء، كما نشر ذلك المحلل الأمريكي أساف أوريون في تقرير له.
يقول الصحفي المخضرم جاي سولومون، وهو كبير مراسلي الشؤون الخارجية لصحيفة وول ستريت، أن اتفاقية إبراهيم، سهّلت في عام 2017 انتقال “تيران وصنافير” للسعودية، وقبلت السعودية بقيود معاهدة أراضي سيناء، وتمتعت مصر بنحو 15 مليار دولار كمساعدات اقتصادية من الإمارات منذ وصول السيسي، خصوصا بعد زيارة محمد بن زايد لمصر في منتصف ديسمبر.
وافق بايدن على اتفاقية أبراهام “إبراهيم السلمية” كما سموها، وهي في الحقيقة تطبيعٌ ليس إلا، وتوسطت أمريكا بين إسرائيل وعدد من الدول العربية للتطبيع بينهم.
أثر اتفاقية إبراهيم الاقتصادي:
يقول سولومون أنه ستدخل إسرائيل عبر هذه الاتفاقية إلى الشرق الأوسط، وستستثمر غنى دول الخليج النفطي في صناعات تكنولوجية فائقة وتوليد استثمارات في الطاقة النظيفة والري.
فيما أنشات اتفاقيات إبراهام صندوقا مدعوماً من الولايات المتحدة يخصص في البداية 3 مليارات دولار، لتزويد مشاريع إقليمية بموارد مالية، حسب قول سولمون.
وسط تغلغل إيران في المنطقة ودعمها لقوات النظام في سوريا وقمع الاحتجاجات السلمية ودعم الميليشيات الإرهابية، سواء في سوريا أم في لبنان والعراق والجناح الحوثي في اليمن، ستحاول إسرائيل تمرير الاتفاقية مع أمريكا والدول العربية، لعزل إيران وأنشطتها النووية والعسكرية الإرهابية في المنطقة.
لكن هذه الاتفاقية لن تشهد قبولا لدى شعوب العرب، المنهكة اقتصاديا وعلميا. فقد رفض أغلبية الشعوب سياسات التطبيع بين الدول العربية المبادرة لذلك.
ولكن يبقى السؤال، ماذا كانت نتيجة هذا الرفض؟ وهل سيرضخ زعماء التطبيع العرب لإرادة شعوبهم ومقاومة اتفاقية إبراهام؟؟
محمد إسماعيل