وجَّه الكاتب الأميركي دنيال بنجامين نقدا لاذعا لمقترح الرئيس دونالد ترمب بالتعاون مع روسيا، لمكافحة ما يسمَّى الإرهاب، ووصف الفكرة بالسيئة، مشيرا إلى أن اشتراك واشنطن مع موسكو سيضعف قوة أميركا لدحر التطرف وسيدمر علاقات أميركا مع الدول السنية.
وتعرض الكاتب للفكرة في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وقالت إن مكافحة روسيا للإرهاب لم يكن يوما ما يتعلق بفعل الأشياء الصحيحة، بل إن مبدأ روسيا هو استعمال العنف العشوائي واستهداف قلة من الإرهابيين وكثير من المدنيين حتى لا يتجرأ أحد على استهدافها.
وأشار الكاتب إلى أن استراتيجية بوتن وروسيا تتناقض مع رؤية أميركا لمكافحة الإرهاب، التي تهدف إلى قتل الإرهابيين، وفي الوقت ذاته الحد من مقتل المدنيين قدر الإمكان.
ويؤكد الكاتب، الذي عمل مسؤولا في شؤون مكافحة الإرهاب إبان عهد أوباما، أن نهج أميركا قائم ليس فقط على الإقرار بخطأ قتل المدنيين، لكن يستند أيضا إلى فكرة أن القتل العشوائي يشجع التطرف ويذكِّيه.
ويستطرد بنجامين قائلا: «إن أميركا تفعل ما بوسعها للحد من القتل في الغارات الجوية، لسببين: الأول للحد من آثار الدمار في المنطقة المستهدفة، وثانيا لحرمان المتطرفين من بث مادة دعائية تؤجج غضب المسلمين».
وأشار الكاتب إلى أن إحصائيات تشير إلى أن أميركا تمارس الحذر عند الاستهداف الجوي، فيما تقوم روسيا بمجازر، وهو ما اتضح في سوريا حيث اتهم مركز «أيروارز» – ومقره لندن، الراصد للغارات الجوية هناك – روسيا بقتل المدنيين بمعدل أعلى 8 مرات من نظيرتها الأميركية.
ويرى الكاتب أن وحشية روسيا التي مارستها في دول مثل الشيشان وداغستان، تبرز مدى خطورة نهج موسكو، الذي يطبق حرفيا الآن في سوريا، فالأساليب الوحشية لبوتن تسبب إثارة التطرف داخل أراضي روسيا، وأيضا هجرة آلاف المتطرفين الروس إلى أراضي تنظيم الدولة، حيث يشكلون الجزء الأكبر من الأجانب في صفوف المسلحين.
ويحذر الكاتب من أن الرئيس ترمب يبدو غير واع لهذه التهديدات.
ويشير بنجامين إلى أن تصرفات روسيا وأساليبها الوحشية يحتمل أن يذكي المشاعر المناهضة لأميركا في الدول الإسلامية، ويشجع على التطرف حول العالم.
ويصف الكاتب فكرة المجازفة بتحمل خطر كهذا هي فكرة حمقاء، خاصة أن مسلمي أميركا من أفضل المجموعات المندمجة في المجتمع الأميركي، والأقل تطرفا في دولة غير مسلمة.
في منطقة الشرق الأوسط، يحذر الكاتب إدارة ترمب من أن التعاون مع روسيا سيضر بعلاقات أميركا مع الدول السنية، التي تعتبر نظام بوتن الراعي الرئيسي لنظام بشار، حليف إيران وأحد رعاة حزب الله الإرهابي، وهي أطراف تعتبر كلها مسؤولة عن ذبح سُنة سوريا.
وتابع دنيال بنجامين القول: «إن الحكومات السنية التي ابتهجت بفوز ترمب لمعرفتهم نيته التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان، التي ترتكبها أنظمتهم، سرعان ما ستظهر وجها آخر لترمب إذا رأته يساعد الحلف الإيراني-الروسي- السوري».
ويحذر الكاتب من أن أميركا ستخسر من ناحية الشؤون الاستخباراتية، إذا تنكرت لها النظم العربية التي تمد واشنطن بمعلومات قيمة عن المتطرفين.;
العرب