تعلمنا أن الصديق الوفي يُعرف وقت الشدة والأزمات، وتظهر مواقفه الشجاعة وقت الحاجة عندما نكون ضعفاء وبحاجة ماسة لمن يضيء قنديل أمل في ليلنا المظلم، لكننا كسوريين ومع امتداد عمر الحرب لسبع سنوات لم تفرق بين صغير وكبير أو بين غني وفقير، بات واضحا أن الجميع تخلى عنا حتى دول الجوار التي من المفترض أن تكون من أوائل المحتضنين للاجئين ونخص بالذكر الجارة لبنان من مبدأ رد الجميل عندما فتحت بيوت السوريين لأهلها في حروبهم، فكانوا من أهل البيت وليسوا ضيوفا، ليخرج مسؤولوها ويصرحوا بأقاويل تجعلنا ندمع لما آل إليه حالنا.
فقد أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، رائد خوري مؤخرا، أن تكلفة “الأزمة السورية” على الاقتصاد اللبناني بلغت 18 مليار دولار من عام 2011 حتى عام 2017، استنادا إلى أرقام وإحصاءات حول النازحين في لبنان مصدرها البنك الدولي والمجتمع الدولي.
وأضاف خوري “فاقت اليد العاملة للنازحين 384 ألفا، وأصبحت نسبة البطالة حسب الإحصاءات عند اللبنانيين 30 في المئة وزادت نسبة الفقر 53 في المئة في الشمال، 48 في المئة في الجنوب و30 في المئة في البقاع″.
وأضاف “الأزمة السورية زادت الطلب على الطبابة بنسبة 40 في المئةK وتعاني المستشفيات الحكومية من مشاكل مادية حادة خصوصا أنها قبل العام 2011 كانت تواجه صعوبات في تأمين مصاريف الاستشفاء للمواطنين اللبنانيين”.
لعل وزير الاقتصاد اللبناني همه الأول والأخير مصلحة بلاده دونما اكتراث بأولئك المهجرين الذين طرقوا بابهم مستنجدين، والذين رغم ذلك يعيشون بظروف قاسية معظمهم في المخيمات، فيخرج ويصرح بكل ثقة أن اللاجئين يشكلون أزمة اقتصادية وكأنهم قد أسكنوهم بفنادق من الدرجة الممتازة وطال مكوثهم.
ثم يقول أن نسبة البطالة ازدادت عند اللبنانيين متناس أن السوريين هناك أغلبهم يعملون أعمالا شاقة بالبناء لايسترضي اللبنانيون أن يقوموا بها لماتتطلبه من جهد، وكأنما يلمح أن السوريين شغلوا الوظائف الإدارية وتركوا إخوانهم جياعا يبحثون عن عمل ليعيشوا به.
كفاكم تشدقا وكلاما غير منطقي، فالسوريون لم يقصدوكم لكرمكم أو لحسن جواركم إنما هربا من بطش وإجرام النظام الحاكم، وإن وجدوا مكانا غيره لن يتوانوا عن قصده والرحيل.
مجلة الحدث_ سماح الخالد