“ماكتير نهزيت وحسيت أنو محنة جديدة وقلت الحمد لله”، بهذه الكلمات وصف يوسف الشاب الهادئ الجميل حالته النفسية عندما علم بإصابته بفيروس كورونا، الذي شغل العالم وحير دولاً وحكومات عجزت عن تقديم علاج ولقاح له، لم يستسلم يوسف للمرض بل أعلن دخول ميدان التحدي معه كما هو نهجه في الثورة.
علمت أني مصاب بكورونا بعد خمس أيام من إرهاق جسدي اجتاحني، أجبرني للذهاب إلى المشفى، أُعطيت دواء بسيطاً وعدت إلى المنزل معلقاً كيس السيروم بيدي، ذهبت في اليوم الثاني لمشفى خاص، وبعد فحوصات وتحاليل أخبرني الطبيب أني مصاب، زودني بأدوية مضاد حيوي ومسكن ألم، ونصحني بالفيتامينات.
“يوسف صديق” إعلامي هادئ أنيق في عقده الثالث بن حلب الشهباء، مؤسس مركز حلب الإعلامي في ٢٠١١، عاصر مع رفاقه أحداث حلب المؤلمة، كان شاهداً على مجازر براميل الأسد القاتلة، اضطر لترك مدينته قبيل حصارها من قوات الأسد والروس والإيرانيين، يقيم في تركيا، يعمل حالياً في قسم التلفزة في قناةTRT .
بعد إصابته بكلمات تحكي أنفاس متعبة متنهدة يصف يوسف حالته “تعبت كتيراً، حرارتي ارتفعت، وهن شديد أصابني، جسدي كله يؤلمني، فقدت حاستي الشم والتذوق، كان العامل النفسي مهم جداً، لم أخف وساعدني هذا على الشفاء بسرعة، أخذت الأدوية والمضادات والفيتامينات باستمرار، أجبرت نفسي على السوائل والطعام الصحي، لم أتوقف عن الحركة، أخرج كل يوم صباحاً لاستنشاق الهواء النظيف العليل الذي يتسلل إلى الرئتين لينقض على هذا الفيروس اللعين مخلصاً جسدي من شوائبه القذرة”.
وصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، في العالم حتى الآن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إلى: 23 مليوناً، و865 ألفاً و698 حالة إصابة.
تماثل يوسف للشفاء ناصحاً أهله في سورية ” لازم تشتغلو على التغذية وتقوية المناعة هي أهم شي، الاحتياطات والنظافة ضرورية خاصة للمرضى وكبار السن، تاكلو خضار وفواكه من كل الأنواع وإذا حسنتو خذوا فيتامينات ومعادن”.
ما زال فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، يواصل الانتشار في دول العالم، مع مرور أكثر من ثمانية أشهر على ظهوره للمرة في الصين، وتحديداً في مقاطعة ووهان، التي انطلق منها المرض إلى العالم ليتحول في غضون أيام قليلة إلى وباء عالمي قاتل، عجزت أكبر الدول بكل علمائها وإمكانياتها عن الوصول لدواء فعال له قادر على إيقاف انتشاره والقضاء عليه.
“أبشركم مع أول أيام عامنا الهجري الجديد 1442، فقد أكرمني ربي بفضله وكرمه علينا بخروجي من المشفى للبيت معافاً من فايروس كورونا بفضل الله”، رسالة وجهها مالك أبو الخير لأصدقائه ومحبيه عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك، بعد تماثله للشفاء بعد معاناة مريرة مع فيروس كورونا .
حيدر أبو الخير إعلامي من مدينة حلب يعمل في منظمة إنسانية، يقيم في تركيا، أصيب بفيروس كورونا، دخل المشفى بعد تدهور حالته الصحية، تعاطف معه زملاؤه في المنظمة آملين له الشفاء العاجل، وكانوا سنداً له بكل لحظة، فخرجوا بفيديو لكل موظف بكلام يحاكي قلبه يدعون له بالشفاء والصبر على المرض، كان هذا عاملاً مهماً في رحلة شفائه، لم يستطع حيدر أن يحكي قصته بسبب ضعف جسده بعد الإصابة وهو بحالة تحسن، واعداً من يعرفه يشرح معاناته خلال رحلة المرض والشفاء.
وليس حال مسلم بن إدلب الخضراء ببعيد عن حيدر الذي خرج ببث مباشر عبر صفحته الشخصية على فيس بوك ليقول للناس “ياجماعة كورونا مو لعبة بل واقع حقيقي، دخل الفيروس لبيتنا لتصاب معظم عائلتي “.
مسلم سيد عيسى، إعلامي بن مدينة إدلب، عاصر معظم أحداث الثورة، شارك بتغطية معظم المعارك وكان شاهداً على تحرير مدينته إدلب عام ٢٠١٥، هو بن قتيبة سيد عيسى مدير منظمة بنفسج الإنسانية، يعمل مراسلاً لتلفزيون سوريا بإدلب.
بكلمات مرهقة تعتصر ألماً مثقلة بالخوف على أهله وشمال سوريا يوجه مسلم رسالة ” جرى قدر الله فينا، ودخل كورونا علينا كجائحة حقيقية فأصبت أنا ووالدي قتيبة وأربعة من إخوتي، خرجت بهذا الشكل المتعب بمقصد إخباركم خطورة المرض، فأنا عملت عشرات التقارير عن كورونا محذراً اهل سوريا ليحتاطوا من الإصابة وخصوصا كبار السن وضعيفي المناعة، لكن قدر الله كان أسرع بإصابتي من بين عشرات الآلاف الذين ناشدتهم”.
مسلم ينظر لورقة كتبها بعد توقفه عن الكلام وعلامات الإرهاق بادية على محياه “يا جماعة المرض صعب وأنا فاقد للتركيز وكتبت كلمتين على ورقة لكي أتذكر ماذا سأقول لكم، في أول يومين أصبت كان هناك ضغط كبير علي لأن مناعتي بالأصل ضعيفة، بتمنى السلامة والشفاء لكم جميعاً وادع لي لكون قوي”.
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم من حيث عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي، بنحو 5 ملايين و872 ألف حالة إصابة تقريبا، وتأتي البرازيل في المركز الثاني، بنحو 3 مليون و605 ألف حالة إصابة.
على صعيد حالات الوفاة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، بلغ: 812 ألفاً و62 حالة وفاة، وتتصدر أمريكا أيضاً، قائمة الدول الأعلى من حيث حالات الوفيات. بقلم: عبد الكريم ثلجي