الهجرة واللجوء من حقائق التاريخ وسيظلان كذلك في الـ21. ورغم أنه لا أحد يستطيع التقليل من شأن الضغوط على المجتمعات الأوروبية جراء المهاجرين واللاجئين من آسيا وأفريقيا، فإنه لا مناص من استيعابهم والتعامل مع قضيتهم بدلا من التظاهر بوقفها.
ورد ذلك في مقال للكاتب سايمون جنكنز بصحيفة غارديان البريطانية، قال فيه إن خطة رئيس الوزراءديفد كاميرون “غير الانسانية” والتي تقضي بإعادة اللاجئين إلى ليبيا، غير مجدية، وقد وُضعت لمجرد الاستعراض.
كما أضاف جنكنز أن أي محاولات من قبل كل الحكومات لوقف اللجوء والهجرة لن تجدي أبدا، لأن قوة غريزة البقاء أقوى من أي قوة لأي سلطات في العالم.
وأوضح أن خطة أوروبا لخفض أعداد اللاجئين القادمين إليها بالاتفاق مع تركيا ربما تخفض بضعة آلاف، كما أن خطة كاميرون “الأسترالية” بالقبض على قوارب اللاجئين بعرض البحر وإعادتهم إلى المكان الذي جاؤوا منه، ربما يخفض آلافا أخرى، وأخبار الرعب على حدود مقدونيا ستثبط همم آلاف ممن يعتزمون الهجرة للقارة العجوز، لكن كل ذلك لن يغيّر كثيرا في تيار الهجرة واللجوء.
وتساءل الكاتب عن الفائدة من عقد قمة أخرى بشأن اللاجئين، مجيبا بأنها لمجرد التظاهر أمام الناس بأن “الحكومات تفعل شيئا ما” ولتخفيف مخاوف الأوروبيين بالإعلان عن اتخاذ إجراءات صارمة، الأمر الذي يمكن أن يردع المهاجرين لأسباب اقتصادية.
ودعا الأوروبيين إلى أخذ العبرة من تجربة الولايات المتحدة في التعامل مع هجرة السود والمكسيكيين، وتجربة أستراليا وإجراءاتها الوحشية في التعامل مع هجرة الآسيويين، وعدم جدوى التجربتين في وقف هذه الهجرات، مذكرا بأن دول آسيا المجاورة لأستراليا ليست سوريا ولا ليبيا.