جدد الفنان عباس النوري تصريحاته المثيرة للجدل لانتقاده سياسة النظام التي كرست كتم الحريات وأن النظام ارتكب أخطاءً دون اعتراف بها أدت إلى ما آلت إليه الأوضاع الآن في مناطق سيطرته.
كشف الممثل الموالي عباس النوري في لقاء على إذاعة “المدينة إف إم” في برنامج المختار مؤخرا، انتقاداته للنظام نتيجة الأوضاع المتردية التي يعشيها السوريون في مناطقه، واستاء من السياسة المتبعة منذ سيطرته على البلاد بتهميش الوعي الثقافي الحر في البلاد وتكتيم الأصوات المعارضة له وإخفائها من الوجود.
وأشار أن النظام ارتكب عدة أخطاء ولا يقبل الاعتراف بفعلها، كاشفا بوجود مسؤولين بارزين لدى النظام متورطين بالأدلة عن الفساد والسرقة دون محاسبة النظام لهم.
وبيّن علّة النظام أنه لا يملك التفكير بشكل أصح لانعدام الديمقراطية لديه بعد أن كانت سوريا قبل سيطرة العسكر على الحكم معلماً للديمقراطية بين الدول بالوقت الذي تتوق به نفوس السوريين إلى التغيير والديمقراطية.
ووضح أن المواطن السوري في مناطق النظام اتسم بالشخصية الرخوة التي يسهل الاعتداء عليها، بينما في حقيقته هو مواطن ذكي ذو فكر يستطيع النهوض والتفكير ويبحث عن الحقيقة لكنه يخاف بمجرد مرور دورية مخابرات يخاف من التصريح بها.
وفسّر أن سبب تلك الشخصية المنهزمة لنمط الحكم المتتابع أو المتوالد بحيث يصبح الوطن عبارة عن شخص واحد فقط، جعل سوريا دولة متخلفة في مسألة الحريات وأن الفرق شاسع جدا بينها وبين الدول العربية في تطبيق الحريات.
وبيّن النوري أن سياسة النظام المتحكمة بكل مفاصل الحياة أدت إلى سوريا الحالية أجبرت الناس على الركض خلف رغيف الخبز أو أسطوانة الغاز، وأن لا وجود لمعنى حقيقي للفن عند النظام لأنها تعني الحرية والتفكير.
وضح النوري أن ليس لدينا مفهوم باسم المعارضة، والمتبعة في الخارج شيء وعندنا شيء آخر، فالنظام طارد كل صوت ضده ولو كان شاعرا على أحد المنابر وأخفاه عن الوجود معبراً أن “هذا ما بيصير” وسط انعدام لمعنى حقيقي للفن لأنه يعني الحرية والتفكير.
وأشار أن النظام هو المسؤول الوحيد عمّا جرى في سوريا فيما بقي المواطن السوري يسمع بالوعود منذ 1963 فقط، حتى أن راتبه الآن لا يقارن براتب الفلسطينيين الذي يفوق بعشرة أضعاف عن موظف لدى النظام.
يذكر أن عباس النوري وضعه ناشطون ضمن قائمة العار التي تضم الفنانين الذي مالوا إلى طرف النظام ضد الثورة، معتبراً أن ما جرى في درعا يمكن حله بالحوار وليس بتقليد الدول العربية، متجاهلا تعامل قوات النظام في كتم الأفواه منذ اللحظة الأولى لانطلاقة الاحتجاجات الشعبية.
وعبّر النوري عن رفضه لتصريحات سابقة لزهير رمضان نقيب الفنانين لدى النظام بتهجمه على الفنانين المعارضين وعدم السماح لهم بالعودة واصفاً النقابة بمركز شرطة، وأكد النوري على احترام حرية الفنان وعدم خلط الفن بالسياسة التي انتهجها رمضان.
يذكر أن الممثل بسام دكاك هاجم قبل أيام بعض المنتجين في مناطق النظام باستغلال الفنانين الذي يعانون أزمة مثل باقي الأهالي في مناطق النظام أجبرته على جمع القمامة لتأمين لقمة العيش، متهما نقيب الفنانين المتوفى زهير رمضان أنه ضابط مخابرات.
تقرير خبري/طارق الجاسم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع