طبيب الفقراء وزوجته في الجنوب وآخر في الشمال يعيشان تجربة الإصابة بكورونا.
قصة خبرية: حسام الأسود
نذرت حياتي للمرضى و “الخمسين ليرة سورية ” أصبحت نادرة الوجود، يقول الدكتور إحسان عز الدين قد أحرجني قراري برفع الأجرة الزهيدة خوفاً من حيلولتها دون زيارة المرضى المحتاجين للعلاج، واضطررت لرفع الأجرة من 50 الى 100 ليرة بسبب تبدلات الظروف النقدية وأن الخمسين ليرة أصبحت عملة نادرة الوجود.
إن أعداد المصابين بفايروس كورونا -في مناطق سيطرة النظام- بلغت أكثر من 4770 إصابة مؤكدة؟،تعافى منها 550إصابة بينما توفي 435 شخصا، حسب إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر طبية وصفها بالموثوقة، بالإضافة لتكتم النظام عن أعداد المصابين الحقيقية.
الطبيب “عز الدين” أو ما يعرف بطبيب الفقراء أصبح اليوم رقماً من أرقام المصابين بالفايروس هو وزوجته ويخضع حاليا لفترة حجر ذاتي، حتى زوال الأعراض عنهما، يقيم طبيب الفقراء في مدينة جرمانا بدمشق وقد عرف بموقفه النبيل والإنساني تجاه المرضى من الشريحتين الفقيرة والمتوسطة، وتقديمه للدواء مجانا لنسبة كبيرة منهم مقابل حصوله على مبلغ مئة ليرة سورية بعد أن كانت في وقت سابق خمسين ليرة قبل ارتفاع الأسعار وتدهور الحالة الاقتصادية.
يقول “عز الدين ” نذرت حياتي للمرضى قبل بداية الحرب بسوريا بزمن طويل، وحاولت جاهداً أن أكون عوناً وسنداً لهم. تم تكريم الدكتور “عز الدين” من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2017 لنيله لقب الوصيف لجائزة “نانسن” والتي تعطى للأشخاص والمجموعات والمنظمات المتفانية بعملها الموجه لحماية النازحين واللاجئين.
الدكتور “أيمن السايح” مقيم في غازي عنتاب التركية، وقدم الى سوريا وقام بزيارة مدينة الباب في حلب، ثم عاد للممارسة عمله في مشفى باب الهوى، يقول أحسست بظهور أعراض سعال جاف وحمى، فقمت مباشرة بعزل نفسي وبتاريخ 9-7-2020 وأجريت مسحة من البلعوم الأنفي وأجريت تحليل” pcr” وكانت النتيجة إيجابية.
يحدثنا “السايح”: لم أتوقع يومآ وأنا اقدم العلاج للمرضى والمحتاجين ان أكون سبباً في نقل وباء خطير لهم، لذلك قمت بأقصى إجراءات الوقاية والعزل للحيلولة دون وقع كارثة طبية في منطقة جغرافية صغيرة يعيش فيها أكثر من أربعة ملاين شخص.
بعد ذلك قامت إدارة مشفى باب الهوى بإعلان كافة المباني التابعة لها بما فيها ( العيادات والعناية القلبية) منطقة مغلقة ومنعت الدخول والخروج منها منعاً باتاً ،بالإضافة لمنع استقبال الحالات المرضية أياً كان نوعها.
يأتي هذا وسط تخوفات من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، من انتشار فايروس كورونا في الشمال السوري، نظراً لانعدام وسائل الوقاية، فضلاً عن النقص في المعدات الطبية وعدم قدرة المشافي على تحمل الزيادة في أعداد المصابين، وعدم وجود أية خطة طبية منظمة للحد من انتشار الفايروس.
مادة تدريبية