“هذا النظام يسرق سوريا”، “سوريا بحاجة لعهد جديد”، “النظام الحالي غير جدير وغير مخول ليكون جزءًا من مستقبل سوريا”.
هذه العبارات وردت على لسان الباحث السوري الذي عُرف بموالاته للنظام، عبد المسيح الشامي، ضمن برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي بثته قناة الجزيرة مساء أمس، الثلاثاء 12 من أيار.
وتقلب موقف الشامي خلال السنوات التسع الماضية، رغم عمله إلى جانب حكومة النظام من أوروبا، إلى أن هاجمه صراحة أمس.
سنوات الدفاع عن النظام
قبل تسع سنوات، وفي عام 2011 تداول ناشطون سوريون في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًا لعبد المسيح الشامي في أثناء سقوطه على الأرض، ضمن برنامج الاتجاه المعاكس، بعد حلقة دافع خلالها الشامي عن النظام السوري.
ففي أيلول 2011، ظهر الشامي في البرنامج، ووصف رئيس النظام بشار الأسد بـ”الحصن الأخير للقومية العربية”، و”ممثل وحدة الأراضي السورية”، وهي جمل رددها موالو النظام السوري طويلًا طوال سنوات الحرب في سوريا.
يعرَّف عبد المسيح الشامي بصفته “كاتبًا وباحثًا سوريًا”، وفي عام 2015 كُلف من قبل وزير شؤون المصالحات الوطنية، فيصل قشاش، لتشكيل لجنة للإشراف على المصالحات في المدن الأوروبية.
ومهمة اللجنة “تسهيل عودة المهجرين إلى وطنهم الأم ومساعدة أبناء الوطن في المغترب من أجل أوضاعهم”، بحسب بيان التكليف، والذي أكد أن اللجنة “ملتزمة بتقديم تقارير دورية نصف شهرية عن عملها”.
الشامي نشر عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك” حينها، أن اللجنة “إعلان مهم جدًا لكل السوريين المغتربين في ألمانيا و أوروبا”، قائلًا “لقد جاءت ساعة الفرج و فتحت سبل الحل لكل السوريين المغتربين، الذين كانوا يحلمون بتسوية أوضاعهم القانونية والعودة إلى وطنهم و التواصل مع أحبائهم من جديد”.
نقد إيران
استمر الشامي في دفاعه عن النظام لست سنوات، إلا أنه انتقد الحليف الأبرز للأسد، إيران، في عام 2017 عبر منشور في “فيس بوك”.
واتهم حينها إيران بأنها سبب مباشر في سرقة أموال السوريين واحتلال أرضهم والتحكم بالحكام، واصفًا إياها “بكنز أمريكا وإسرائيل الاستراتيجي”، كما حذر من فقدان النظام السوري “لمواليه”.
لم يكن منشور عبد المسيح في لحظة غضب، إذ إن مهاجمته لإيران والنظام السوري بدأت تأخذ منحى متصاعدًا منذ عام 2017، وكرر هجومه مرات عدة.
استمرار الانتقاد
استمر الشامي بهجومه على النظام السوري بشكل مباشر وغير مباشر، على عكس موقفه في عام 2011.
وتهكم الباحث السوري على نظام الأسد، واعتبر غمر مياه الأمطار بعض شوارع دمشق في عام 2018 “مؤامرة كونية على محور الممانعة”، وانتقد “صرف الميزانية العامة على وزارة الأوقاف بدل إصلاح البنى التحتية”.
هاجم الشامي في عام 2019، المخرج السوري وعضو مجلس الشعب نجدت اسماعيل أنزور على خلفية فيلم “دم النخيل“، والذي أثار حالة من الغضب لدى متابعين من محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بسبب تصويره أهالي المنطقة بمظهر “الجبناء” خلال العمليات العسكرية في تدمر ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
تدرج المواقف
مابين حلقتين لبرنامج الاتجاه المعاكس بين عامي 2011 و2020، يمكن رصد تغير مواقف عبد المسيح الشامي.
فالرجل الذي دافع عن رامي مخلوف ونظام الأسد في عام 2011، في حلقة التي جمعته مع مدير مركز العدالة والمحاسبة، محمد العبدلله، انقلب بشكل جذري، واعتبر أن “النظام عبارة عن مافيا تنهب البلاد”.
الموقف الحاد للشامي لم يظهر ليلة أمس على العلن للمرة الأولى، إذ سبق أن كتب عبر صفحته في “فيس بوك” في شهر شباط الماضي، أن “أسوأ شيء في سوريا هو غياب أي حدود واضحة في المشهد السياسي الداخلي والخارجي”.
ووصف الشامي في منشوره النظام السوري “بالمزيج بين عدة مكونات غير متجانسة، بقايا النظام والإخوان المسلمين والدواعش وإيران وحزب الله وروسيا”.
في كل المرات التي هاجم فيها الشامي نظام الأسد، لم يذكر اسم الأخير صراحة رغم ذكره كلمات “النظام، المافيات، الفساد”.
لكن الشامي الذي يغير موقفه مؤخرًا هاجم معارضين كثر مثل غياث مطر وحمزة الخطيب في عام 2011، بكل حدة.
نقلا عن عنب بلدي