يعد شارع المقشات الشارع الوحيد المتبقي في الشمال السوري المتخصص في صناعة مكانس القش الفلكلورية السورية، فالجميع يعرف تلك المكانس المحبوكة بشكل جيد والتي كانت الخيار الأول لسيدة البيت الريفي السوري.
” أبو نوفل حربا ” .. صانع المقشات التراثية في مدينة إدلب، يحكي لنا قصة هذه المهنية التراثية التي تكاد تعاني من الاندثار مع ظهور المقشات البلاستيكية المستوردة أو المصنعة محلياً و أهمية هذه المهنة التي توارثها أب عن جد.
قال لنا في مشغله البسيط ” لقد ورثت هذه المهنة عن أبي وهو بدوره ورثها عن جدي، سوف اعلمها لأبنائي، هي مهنة العائلة و أحس أنها أمانة يجب أن أحافظ عليها.
وعندما سألناه عن مصاعب ومشاكل مهنة المقشاتي قال ” إن أكبر خطر يهدد صناعتنا هي المقشات البلاستيكة ذات المنشأ الصيني، فهي رخيصة ولكنها غير عملية، حيث تستطيع مكنسة القش أن تبقى سنة كاملة لدى ربة الأسرة، نجد أن المكنسة الصينة لا تستمر أكثر شهرين أو ثلاث “.
تجولنا في سوق المكانس في إدلب القديمة ولاحظنا أن أعداد المشاغل أصبح قليلا جداً، فبعد أن كانت تعد بالعشرات اليوم لا تجد أكثر من سبعة أو ثمان مشاغل، وهذا يدل على أن هذه المهنة على شفى الاندثار، لذا يجب على الجهات المعنية دعمها وتنميتها ليس فقط كصناعة محلية بل كتراث أشتهر به البيت السوري منذ الأزل وخصوصا في الريف.
” أبو نوفل حربا ” .. بقي وسط سوق المكانس في إدلب يصارع الاندثار وكله أمل بتعليم مهنة الأجداد إلى الأبناء ولكن ما ينقصه مع زملائه بعض الدعم والتسويق.
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري