تداول ناشطون على مواقع التّواصل الاجتماعي أمس السبت 20 شباط/فبراير نصّ رسالة أرسلتها حكومة النظام إلى روسيا منذ عدّة أعوام.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
نشرت وكالة “روسيا اليوم بالعربي” مقالاً نقلاً عن صحيفة روسية تضمّن في إحدى فقراته رسالة كان قد أرسلها رأس النّظام إلى روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2013 بعد قرابة عامين من اندلاع الثورة السورية.
على خلفية الشائعات حول احتمال أن يلجأ النّظام إلى التطبيع مع إسرائيل، كان لابدّ لروسيا من تذكير مؤيدي النّظام والنظام نفسه بأهمية الدور الروسي في الحرب السورية بعد أن شارفت العاصمة السورية “دمشق” على السقوط حسب وصفها.
تدّخلت موسكو حسب زعمها لإنقاذ البلاد والسيادة السورية ممثلة برأس النّظام وعدد من مسؤوليه الكبار عندما شعرت أنّ البلاد قد أصبحت على حافّة الهاوية.
جاء في نص الرسالة التي كشفت عنها روسيا وبحسب الصحيفة كان قد أرسلها رأس النّظام في تاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2013 يطلب فيها المساعدة السريعة من روسيا “لقد قدّمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأنّ تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان الإرهابي على وطننا.. لكنّ الأمور في الوقت الراهن تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة بعد خسارتنا بالأمس أكبر 5 بلدات في الغوطة، ووصول المسلحين إلى مسافة 3 كيلومترات من مطار دمشق وقطعهم طريق دمشق حمص الدولي بعد احتلالهم مدينة دير عطية ونفاذ قدرتنا البشرية والنارية.. لهذا فإنّ هناك ضرورة ماسة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسره بيد الإرهابيين الإسلاميين”.
من الواضح في نصّ الرّسالة أنّ النّظام كان قد اتفق مسبقاً مع السلطات الروسية على تقديم البديل للأسلحة الكيميائية التي قدّمها النّظام إلى المجتمع الدولي بعد الهجوم الذي قام به النظام في الغوطة الشرقية في الحادي والعشرين من آب/أغسطس من عام 2013 الذي راح ضحيته المئات من المدنيين.
إلاّ أنّ روسيا لم تتدخّل في سوريا بشكل رسمي حتى أيلول/سبتمبر من عام 2015, فلماذا لم يكن التدخل بعد رسالة النظام التي يستجدي فيها المساعدة مباشرة!!!!
يقول الكاتب والسياسي “لؤي حسين” إنّ تأخر روسيا يشير إلى أنّها لم تقبل بالتدخل إلاّ بعد أن تحصل على جميع الشروط التي وضعتها لذلك وأهمّها السيطرة على مفاتيح أبواب السيادة الوطنية السورية والقصر الرئاسي وهيئة الأركان.
أثبت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تداولها ناشطون من زيارات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين إلى سوريا أنّ رأس النّظام وأكبر مسؤوليه ممثلين برئيس هيئة الأركان ليسوا إلاّ موظفين صغار في السلطة الروسية وما قضية الكرسي المنخفض الذي ظهر وزير الدفاع في حكومة النّظام يجلس عليه خلال زيارة بوتين لمطار حميميم إلاّ مثال على مدى أهمية النّظام الضحلة لدى الرّوس الذي لا يتخطّى سبيلاً لتحقيق المصالح.
تجدر الإشارة إلى أنّ كشف الحكومة الروسية عن مثل هذه الرسالة يهدف بشكل واضح وصريح إلى إظهار الصورة الدنيئة والمذلّة لرأس النّظام ومسؤوليه وحاجتهم الملحة لبقاء الروس في البلاد لضمان بقائهم.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع