(د ب أ). قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أثناء اجتماع لمسؤولي وخبراء السياسة الخارجية والدفاع في مدينة ميونيخ الألمانية، إن الهدنة التي اتفقت عليها القوى العالمية ستفشل على الأرجح، وذلك فيما تكثف بلاده ضرباتها الجوية دعماً لبشار الأسد.
وقال لافروف أثناء كلمته في مؤتمر ميونيخ الأمني اليوم السبت إن هناك فرصة “بنسبة 49%” لنجاح الهدنة المؤقتة بين قوات النظام والمعارضة السورية.
ومن المقرر أن يدخل توقف القتال، الذي وافقت عليه “مجموعة الدعم الدولي لسورية” يوم الجمعة، حيز التنفيذ الأسبوع المقبل لإتاحة الوقت للتفاوض حول وقف أكثر استدامة لإطلاق النار.
وجاءت تصريحات لافروف فيما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن هناك قصفاً مكثفاً من جانب الطيران الروسي على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بالقرب من حلب.
وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن في وقت سابق أن التنسيق بين عسكريين روس وأمريكيين يشكل أساسا لحل مشكلات إنسانية في سورية وشرطاً لا بد منه لتحقيق هدنة في البلاد.
وأشار لافروف، على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، اليوم السبت، إلى أهمية ضمان التعاون والتنسيق المستمر بين عسكريي موسكو وواشنطن التي تقود تحالفاً دولياً “مع الأخذ بعين الاعتبار أن العسكريين الروس يعملون في سورية تلبية لطلب من دمشق”، وفقاً لما ذكره موقع قناة “روسيا اليوم”.
وقال لافروف إن طرح شروط مسبقة للحوار بشأن سورية، مثل الحل الكامل للمسائل الإنسانية “يعد استفزازا”. ودعا إلى عدم “شيطنة” دور بشار الأسد فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في سورية، وحمّل ما وصفهم بـ “الإرهابيين ” المسؤولية عنها.
وأضاف أن المسائل الإنسانية يمكن حلها فقط عن طريق التعاون، أما الحديث عن ضرورة حلها قبل وقف العنف فيقود إلى طريق مسدود.
وأشار لافروف إلى أنه على الرغم من نجاحات معينة تم تحقيقها في مواجهة تنظيمات إرهابية، مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، إلا أن محاولات تشكيل جبهة فعالة مناهضة للإرهاب لم تُكلل بالنجاح بعد. وذكر الوزير الروسي أن من أبرز أسباب هذا الوضع “عجز بعض الدول عن ترك القضايا الثنائية جانباً، وبقاء حسابات لاستغلال ما يجري في محاولات للإطاحة بأنظمة حكم، وتحقيق مطامح جيوسياسية أخرى”.
وعبر لافروف عن أمله في أن تساهم نتائج لقاء “المجموعة الدولية لدعم سورية”، الذي جرى في ميونيخ، في تغيير هذا الوضع.
يذكر أن دولاً غربية وعربية تتهم بشار الأسد بأنه وراء ظهور “تنظيم الدولة الاسلامية” (داعش)، وتستبعد أي دور له في مستقبل سورية.