يواصل مشفى الرحمة بدركوش استقبال المراجعين رغم تراجع دعم المنظمات المحلية والدولية منذ أشهر على وقع تفشي جائحة كورونا و ارتفاع معدّل الإصابة بالالتهابات الصدرية والرئوية والقصيبات الشعرية، بخاصة عند الأطفال بسبب استخدام وسائل تدفئة غير صحية.
٥٠٠ مراجع يتلقى الرعاية الصحية يومياً
يساهم المشفى بالتخفيف من معاناة شريحة واسعة من المهجرين والمقيمين الموزعين ضمن عدة قرى و بلدات من منطقة ريف جسر الشغور مروراً بدركوش وصولاً لريف سلقين ومنطقة عزمارين من ضمنها عدة اختصاصات يقصدها الأهالي من مسافات بحسب “محمد رشواني” من قرى ريف جسر الشغور
وفي حديثه للمركز الصحفي أشار المدير الإداري “أبو علاء” أن قرابة ٥٠٠ مستفيد يراجع يومياً غرف المشفى لتلقي الرعاية الصحية التي تقدّمها المستشفى بما فيهم مصابي فيروس كورونا.
مبيناً أنّ نحو ١٥ حالة إصابة يومياً بالفيروس ترد ويتم رصدها من الاختصاصين ويجري العمل على خدمتهم بما في ذلك فتح الباب للأهالي لتلقي اللقاح، بالإضافة إلى باقي الأقسام التي تقدم خدمة الجراحة بأنواعها “عظمية وعصبية وعامة وصدرية”.
ويضاف إلى ذلك، المخبر والمعالجة الفيزيائية والعيادة السنية والجراحة الفكية والصيدلية وقسم العيادات التي تسقبل نحو ٣٠٠ مراجع ضمن قسم الأطفال والنسائية والأذنية والعينية والبولية وبنك الدم والقلبية وداخلية عامة وداخلية صدرية وهضمية وعيادة الإيكو والتصوير الطبقي المحوري.
٤٥ موظف يتطوعون للخدمة الصحية
يتولى بحسب مدير المشفى ” أحمد غندور ” قرابة ٤٥ موظفاً من الكادر الطبي والاختصاصين الإشراف على الخدمة الصحية ضمن الإمكانيات المتاحة وخاصّة بعد توقف الدعم عنه منذ أشهر على غرار بقية المرافق الخدمية بالشمال السوري المحرر.
وإلى جانب الخدمات، يهدد توقف دعم المشفى بحسب غندور في تصريح سابق مرضى التلاسيميا الذين يقصدونه للحصول على الاستطباب مشيراً إلى أنّ ١٢٠٠ مصاباً بمرض التلاسيميا، معظمهم أطفال، يحصلون على تحاليل دموية، إستقصاءات شعاعية وإيكو ونقل الدم بشكل شهري، حيث قد يؤدي خروج القسم عن العمل إلى تعريضهم لأمراض قصور في القلب والكبد عدا عن الكلف المالية لبعض الأدوية مثل “الاكس جيت” الذي يصل سعره ٢٥ دولاراً.
متنفس الأهالي بعد تدمير أغلب المنشآت
لما لها من أهمية يقصد “رياض – م” من ريف جسر الشغور المشفى كل شهر مرة لعلاج أطفاله، وبحسب الحاج “ابراهيم – ج” من قرى سهل الغاب فإنّ وجود لقاح كورونا سهل على الأهالي المشقة والتعب وكلف التنقل لمناطق أخرى للحصول على الجرعات، معرباً عن أمله بمواصلة دعم المشفى لأنها خففت الكثير عن الأهالي بما فيهم القاطنين قرب خطوط القتال مع النظام في جسر الشغور والذين باتوا يقصدونها بعد تدمير مشافي المدينة بسبب الحرب وغيرها في كنصفرة ومعرة النعمان وسراقب التي باتت تحت سيطرة النظام.
بهدف لفت الانتباه للمعاناة والكارثة التي تهدد المدنيين نفد كادر مشفى الرحمة بوقت سابق وقفة احتجاجية مطالبين باستمرار دعم المنشآت الصحية بالشمال السوري المحرر، مع تفاقم جائحة كورونا وتردي مستوى الخدمات، بخاصة في مخيمات النزوح التي تستقطب أكثر من مليون ونصف مهجر وإغلاق العديد من المراكز أبوابها مما دفع الأهالي لقطع مسافات طويلة لإسعاف وعلاج المرضى.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع