زار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني الراديكالي الجديد إيتمار بن غفير مجمع المسجد الأقصى في القدس يوم الثلاثاء، مما أثار إدانة دولية وزاد التوترات في المنطقة.
اندلعت عدة مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب حوادث في المجمع الذي تديره الأوقاف الإسلامية الأردنية وتحميها الشرطة الإسرائيلية، وفقًا لقواعد الوضع الراهن.
وأدى بن غفير الخميس الماضي، اليمين كوزير مسؤول عن الشرطة المسؤولة عن الأمن في الحرم الشريف.
ووفقا للوضع الراهن، يمكن لليهود والمسيحيين زيارة الموقع، لكن المسلمين فقط هم من يمكنهم الصلاة.
إلا أنّه في السنوات الأخيرة، تم تحدي الوضع الراهن من قبل عدد من اليهود الذين زاروا الموقع وأقاموا صلاة غير رسمية.
وذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) يوم الأحد الفائت أنّ بن غفير أبلغ الشرطة بأنه يريد زيارة الحرم القدسي في
وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وحذرت حماس وفصائل فلسطينية أخرى من أن زيارة بن غفير للمكان المقدس ستؤدي إلى تصعيد عنيف على الأرض.
اليوم الثلاثاء الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي للقدس، دخل بن غفير الحرم القدسي من خلال مدخل جانبي. وكان المجمع شبه
خال عند وصوله وغادر بعد حوالي 13 دقيقة.
بن غفير متطرف يميني عبّر عن وجهات نظر يهودية متعصبة دعا منذ سنوات إلى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي ووقف
نشاط الوقف الأردني، وحتى بناء كنيس في المجمع.
لسنوات عديدة لم يكن لابن غفير ذلك التأثير لكن منصبه الجديد في الحكومة الإسرائيلية يمنحه سلطة على الشرطة والسياسات
المتعلقة بالأماكن المقدسة في القدس
بعد نشر تقارير عن زيارته المخطط لها تحدث مسؤولون أمريكيون إلى مساعدي رئيس الوزراء نيتنياهو وأبدوا مخاوف بشأن
الزيارة، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
قال مساعدو رئيس الوزراء لأكسيوس إنهم لم يطلبوا من بن غفير عدم زيارة الحرم القدسي لكنهم طلبوا منه استشارة أجهزة الأمن والاستخبارات
وخلال زيارته القصيرة إلى الحرم القدسي ،سجل بن غفير شريط فيديو أكد فيه أنه لن يرضخ لتهديدات حماس.
وبعد فترة وجيزة أصدرت رئاسة الحكومة الفلسطينية وحركة حماس بيانات تدين الزيارة وأكدتا أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية أي تصعيد.
كما أصدرت العديد من الدول العربية والإسلامية بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية
المتحدة وتركيا ،إدانات ضد بن غفير والحكومة الإسرائيلية.
وزعم بيان الحكومة الأردنية أن زيارة بن غفير انتهكت الوضع الراهن في مجمع المسجد الأقصى، ثم استدعت وزارة الخارجية
الأردنية السفير الإسرائيلي في عمان لعقد اجتماع عاجل.
وقالت مصادر مطلعة على الاجتماع إن المسؤولين الأردنيين احتجوا على زيارة بن غفير ، لكن السفير الإسرائيلي زعم أن عدة
وزراء زاروا هناك من قبل ، وبالتالي فهي لا تشكل انتهاكًا للوضع الراهن.
قال توم نيدس السفير الأمريكي في إسرائيل ،لموقع أكسيوس بعد زيارة بن غفير إلى الحرم القدسي ،إدارة بايدن أوضحت للحكومة
الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات قد تضر بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لموقع أكسيوس إن إدارة بايدن تتوقع من نتنياهو متابعة التزامه المكتوب
ببرنامج الحكم ، الذي يدعو إلى الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن “أي عمل أحادي يهدد الوضع الراهن غير مقبول”.
في الجانب الآخر، قال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للصحفيين إن نتنياهو “ملتزم بشكل صارم بالحفاظ على
الوضع الراهن في الحرم القدسي وعدم إجراء أي تغييرات”.
ووصف المسؤول الادعاءات بأن زيارة بن غفير انتهكت الوضع الراهن “لا أساس لها” حسب وصفه.