بعد أن كان استفتاءً لا نرى فيه أيّ مرشّح آخر.. وصل عدد المرشحين حتى أمس الثلاثاء 27 نيسان/أبريل، إلى العشرات فهل حقّاً تعيش سوريا “الأسد” هذه الديمقراطية المطلقة!!!!!!
أفادت صفحات في مناطق سيطرة النّظام بأن رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشعب السوري “نبيل درويش” أعلن عن ارتفاع عدد طلبات الترشيح للانتخابات الرئاسية السورية إلى 41 طلباً.
وأضاف درويش أنّ العملية تتمّ بمنتهى الديمقراطية حسب وصفه، مؤكّداً أنّ الموافقة الخطيّة للمرشحين للانتخابات الرئاسية هي عملية اختيارية لأعضاء المجلس ولا يمكن لأحد إجباره على أيّ خيار يختاره بملء إرادته مشيراً إلى أنّ العملية تتم بشكلٍ سريّ للغاية.
وأردف درويش أنّ المرشح لا يسمى مرشحاً حتى تقبل المحكمة الدستورية العليا طلبه، مضيفاً أنّه في حال لم تر المحكمة توافر الشروط إلاّ بمرشحٍ واحد، يعاد فتح التقدم لطلبات الترشيح مرة ثانية، مؤكّداً أنّه يجب أن تتوافر الشروط بمرشحين أو أكثر وفق أحكام الدستور وقانون الانتخابات العامة.
يُذكر أنّ المتقدم بطلب ترشيح يجب أن يحصل على تأييد 35 عضواً من أعضاء مجلس الشعب، ليتم قبول ترشيحه بشكلٍ رسمي ولا يحق للعضو منح صوته لأكثر من مرشح واحد, فكيف وصل عدد المرشحين لـ 41 مرشحاً وفق هذا الشرط!!!!!!
يبدو أنّ غياب الديمقراطية لعشرات السنوات طيلة فترة حكم آل الأسد قد زيّف معناها الحقيقي، لتتحوّل بهمّة النظام ومسؤوليه، لمسرحية هزلية باتت معروفة للقاصي والداني حيال سوريا وانتخاباتها التي لطالما غابت عنها كلمة انتخاب، واكتفى النظام بفرض كلمة “استفتاء شعبي” لمرشح واحد لا يوجد له مثيل على وجه الأرض.
ولأن السوريين يعيشون عرساً ديمقراطياً حقيقياً بعد غياب طويل، عبّر العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عمّا يجول في خاطرهم حيال الديمقراطية “الأسدية” بحلّتها وشكلها الجديدين, فيقول جهاد عطالله “ولا مرشح رح يأمن ٣٥ عضو يختارو.. صاروا ٤١ مرشح هدول عارفين وين رايحين ممكن مفكرين استلام السكر والرز”
وعلّق عدي حمزة قائلاً “انا واثق بسوريا ما بصير فرز للأصوات والصناديق ما بتنفتح الا للاتلاف يعني صوت المواطن السوري متل قلتو”
أمّا معاذ خربوطلي فعلّق مشيراً إلى ديمقراطية النظام السوري التي يعيش ثمارها السوريون في كافّة أصقاع الأرض “دليل الديمقراطية وقت طلعوا السوريين وطالبوا بحرية، وبعدين أب حافظ جاب حزب الله وفوت البلد بستين داهية، وقتل وسجن وهجر نص الشعب، كلوا لأجل الديمقراطية وهاللحظات التاريخية من عمر سوريا، اي يفضح عرضن شو مفكرين ماعشنا ولا منعرف شي بهالبلد!!!”
الجدير ذكره أنّ جميع المرشحين للرئاسة والذين يعتبرون منافسين لرأس النّظام، ينشرون صور رأس النظام على صفحاتهم الشخصية ويعبرون عن الديمقراطية “المطلقة في سوريا” بعبارة “عاشت سوريا الأسد” التي يذيلون بها منشوراتهم التي يتغنون بها برأس النظام، وما يقدّمه من ديمقراطية لا يراها سوى هؤلاء ولا يعرفها سواهم بعد أن حوّر النظام معناها لتصبح ديمقراطية هزلية مزيفة إلى أبعد حد.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع