تدخل الأزمة السورية عامها الخامس، ومع الاستمرار بالمطالبة بحلٍ سياسيٍ لهذا النزاع، نحن في حاجةٍ إلى أن نعيد الانتباه إلى محنة الضحايا وأن نضمن وصولًا أكبر للمحتاجين وأن نستكشف طرقًا مبتكرةً لتقوية آليات التأقلم لدى الشعب السوري للحيلولة دون حدوث المزيد من التهجير والمعاناة، وأكد كاتب المقال أنه من غير المقبول أن يعاني 440 ألف شخص من مأساةٍ يوميةٍ بالعيش تحت الحصار، داعيا أطراف النزاع أن يفعلوا المزيد، وبشكل عاجلٍ، لتسهيل الوصول إلى المدنيين وفقًا للالتزامات المنوطة بهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن 2139 و2165 و2191، وشدد الكاتب على أنه طالما استمر القتال، يتوجب أن يبقى تركيزنا منصبًا على ضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح إلى كل السوريين المحتاجين، وخاصةً أولئك المحاصرين، حيث الحاجة هناك على أشد درجاتها، وفي الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى أنه يجب علينا أن نعزز قدرة الشعب السوري على الصمود وعدم الاكتفاء بتقديم المساعدات الإنسانية، لكي نعطي للسوريين فرصةً للبقاء في بلدهم، منوها إلى أننا بحاجة ماسة لإيجاد الطرق لدعم سبل الحياة ومقوماتها والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والماء أينما كان ذلك متاحًا من خلال تداخلات طويلة الأمد، وفي نهاية مقاله شدد الكاتب على أنَّ المجتمع الإنساني ملتزمٌ الاستمرار بالعمل على دعم السوريين المحتاجين والذين يعيشون أعباء هذا النزاع، مؤكدا أن العمل الإنساني مستمر في إنقاذ الأرواح وإعانة المجتمعات ولكنه لن يحل السبب الحقيقي وراء هذا النزاع، فالحل يجب أن يكون سياسيًا ويجب أن يأتي سريعًا.
صحيفة الحياة اللندنية – يعقوب الحلو