تزامنت الانتخابات الرئاسية التي أطلقها نظام الأسد لعام 2021 مع الذكرى التاسعة لمجزرة الحولة، انتخابات رواها النظام بدماء عشرات الآلاف من السوريين الذين قُتلوا على يد القوات التابعة له، على مرأى العالم الذي وقف متفرجاً دون أن يحرك ساكناً.
يصادف اليوم ذكرى مجزرة الحولة، التي وقعت عام 2012م بتاريخ 25 أيار\مايو، في مدينة “تلدو” الواقعة في منطقة “الحولة” في شمال غرب مدينة “حمص” السورية، تعتبر الحولة من أولى المناطق التي شهدت مظاهرات مناهضة للنظام السوري الذي قابلها بردود عنيفة وجرائم مختلفة.
نفذت قوات الأسد العمليات المجزرة على مرحلتين، فبدأت بقصفٍ مكثفٍ على البلدة، تلاها دخول عناصر قوات النظام الذين اقتحموا المنازل وقتلوا سكانها، دون التفريق بين كبير أو صغير، بحسب ما رواه شهود عيان وناجون من المجزرة، فقد اقتحم المنازل عناصر يرتدون الزي العسكري يرافقهم أشخاص بزي مدني، قاموا بقتل المدنيين باستخدام الأسلحة النارية والسكاكين، دون التفريق بين أطفال ونساء وشيوخ.
أرسلت الأمم المتحدة مراقبين إلى الحولة إثر هذه المجزرة للتحقيق في مجرياتها، وقد أكد المراقبون وقوع عمليات القتل والتي وصفوها بـ “المأساة الوحشية”، بالإضافة إلى توثيق مقتل أكثر من 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً، و34 امرأة، وعلق رئيس بعثة المراقبة الجنرال “روبرت مود” ” من قام بهذا يجب أن يعاقب على فعلته”.
لاقت المجزرة صدى وردود دولية، واعتبر مبعوث الأمم المتحدة “بان كي مون” “المجزرة انتهاك صارخ للقانون الدولي”، وعلى إثر المجزرة طردت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة القائمين بالأعمال السورية، كما طردت ألمانيا السفير السوري في برلين، وأدان المتحدث باسم البيت الأبيض المجزرة مصرّحاً أنها تمثل “صورة حقيرة لنظام غير مشروع”.
وعبرت عدة دول عربية عن إدانتها واستنكارها لهذه الممارسات غير الإنسانية، وأدان وزير خارجية “مصر” في بيان “لوزارة الخارجية المصرية” المجزرة مضيفاً أن “قصف المدنيين جريمة لا سكوت عليها، وانتهاك لكل الخطوط الحمراء”، أما”الكويت” فقد صرح مسؤول في “وزارة الخارجية” إدانة واستنكار الكويت للجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات النظام السوري، ودعت الكويت لعقد اجتماع طارئ في جامعة الدول العربية، لوضع حد للممارسات القمعية بحق الشعب السوري.
لتسمح معظم تلك الدول الآن للنظام السوري إجراء انتخاباته على أراضيها.
لم تكن مجزرة الحولة الأولى، كما أنها ليست الأخيرة، فتاريخ هذا النظام حافل بالقتل والمجازر، بدءاً من أحداث حماة عام 1982، وصولاً إلى وقتنا الحالي من مجازر ذبح وقصف وضربات بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً كما حصل في مجزرة “خان شيخون” و “الغوطة” و “دوما” بالإضافة إلى التعذيب حتى الموت بأبشع الأساليب.
توليب عبد الرزاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع