في خضم الحرب السورية دفع الشباب السوري ثمناً باهظاً، فقد كانوا النسبة الأعظم من الضحايا، فيما ستلقى مسؤولية إعادة إعمار بلدهم على عواتقهم التي انهكتها سنوات النزاع العشر.
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر : “إن ملايين الشباب السوري تكبدوا خسائر فادحة خلال عقد من الحرب”.
وجاء في تقرير نشرته في موقعها الرسمي أمس الأربعاء، أن %50 من الشباب السوري خسروا جراء الحرب إما أصدقاء أو أقرباء أو أحد أفراد عائلاتهم.
وذكرت اللجنة أن شاباً من بين كل 6 شبان سوريين فقد والديه أو أحدهما، كما أشارت إلى أن أكثر من نصف الشبان السوريين فقدوا مصدر دخلهم خلال عشر سنوات من الحرب.
وأوضحت دراسة استقصائية شملت ألف و400 شابا يعيشون في سوريا ولبنان وألمانيا من الفئات العمرية ما بين 18 و25 عاماً، نتائجاً كارثياً عن خسائر فادحة تكبدها الشباب السوري بدأ من حرمانهم من التعليم وفقدانهم أعمالهم ومصدر دخلهم وضياع انجازاتهم وإحباط طموحاتهم وتمزق أسرهم وعلاقاتهم ودمار بلدهم، وانتهاء بمشاكل وأعباء نفسية عميقة قد تستمر على المدى البعيد.
أضافت أن %30 من النساء السوريات المشاركات أوضحن أنهن ليس لديهن أي دخل يعيل أسرهن، مشيرة إلى تضرر كبير من الناحية الاقتصادية لحق النساء بشكل خاص.
وأشارات إلى أن الدعم النفسي يشكل أحد أهم احتياجات الشباب السوري إذ يعاني %54 من الشباب من اضطرابات النوم، و%73 من القلق، و%58 من الاكتئاب، و %46 من العزلة، و%62 الإحباط، و69 من الحزن، نتيجة عقد من الحرب والصرعات في بلدهم.
فيما ذكرت اللجنة أن شاباً من بين كل 5 شبان سوريين أفادوا بحرمانهم من التعليم، بسبب الحرب، في الوقت الذي تقع فيه مسؤولية إعادة إعمار ما تم تدميره خلال 10 سنوات من النزاع في سوريا على عواتق الشباب السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الدمار في سوريا بلغت نحو %40 من البنية التحتية، ما شكل خسائر تقدر بنحو 530 مليار دولار نتيجة الحرب، وذلك بحسب إحصائية نشرت في شهر أيار من عام 2020.
وبحسب آخر الإحصائيات فإن نحو %90 من السوريين القاطنيين في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق “إن حاجة سوريا للمساعدات الإنسانية تفوق قدرت المنظمات الدولية جميعها”.
الجدير بالذكر أن الحصيلة الإجمالية للقتلى المدنيين جراء الحرب في سوريا منذ آذار 2011 وحتى آذار 2021 بلغت نحو 227 ألف و 413 مدني %90.99 منهم قتلوا على أيدي قوات نظام الأسد وحلفائه من الميليشيات الإيرانية والروسية، بحسب إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع