حافلات التهجير تدخل إلى حي الوعر بمدينة حمص….وسجناء المدينة ذاتها يوجهون نداء استغاثة للإفراج عنهم.
بعدما كان من المقرر أن تخرج الدفعة السادسة من أهالي الوعر, مساء أمس الأحد, باتجاه ريف حلب الشمالي, عمد النظام كعادته إلى المماطلة وتأخير عملية الإجلاء, لتدخل الحافلات عن الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين, لتقل دفعة جديدة في ظل صمت المجتمع الدولي, ومن المتوقع أن يتم تهجير قرابة 2000 شخص من الحي من المدنيين والمقاتلين الرافضين تسوية أوضاعهم.
حسب الاتفاق الذي تم توقيعه بين اللجنة المكلفة من أهالي الحي من جهة وقوات النظام من جهة أخرى سيتم خروجهم على عشر دفعات بتعدد عشرين ألف شخص بينهم قرابة 3000 مقاتل على أن يتم خروج دفعة واحدة كل أسبوع وتكون الوجهات إلى ريف حمص الشمالي وريف حلب ومحافظة إدلب, كما نص الاتفاق على أن تشمل كل دفعة 2500 شخص منهم ما بين 400 – 500 مقاتل.
إلى ذلك تتحمل قوات النظام والطرف الروسي المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام وبالتحديد بعد دعوات من الموالين للنظام بعرقلة طريق القوافل خلال مرورها في المناطق الموالية؛ رداً على الخسائر الأخيرة التي منيت بها قوات النظام في ريف حماه .
نداء من سجناء حمص..”أخرجونا من ظلمات السجون فقد ضاقت أرواحنا فيها”
نقل سجناء مفرج عنهم من سجن حمص المركزي رسالة من السجناء الذين غيبتهم ظلمات سجون النظام عن ضوء الحرية منذ سنوات مضت، رسالة مفادها أنقذونا من ظلمات السجون فقد ضاقت أرواحنا فيها.
نقلت صفحة “مركز حمص الإعلامي” أمس الأحد, رسالة موجهة من سجناء الحرية في أقبية النظام في سجن حمص المركزي على لسان المفرج عنهم لينقلوا صدى صوتهم وآنين اشتياقهم إلى ضوء الحرية إلى كل ضمير حي مازال موجوداً في الداخل أو الخارج السوري.
وقد جاء في البيان التقرير الذي نشره مركز حمص الإعلامي أن ” سجن حمص المركزي كان له حصة كبيرة، ففي منتصف عام 2011 وصل عدد معتقلي سجن حمص المركزي إلى 4000 معتقل تقريبا وبسبب ضيق السجن على هذا العدد الكبير من المعتقلين وبالتزامن مع المضايقات التي كنا نتعرض لها من عناصر الشرطة قرر المعتقلون الانتفاض في وجههم وقد فعلها بعض المعتقلون في اليوم الأول من رمضان في عام 2011 ولكن تم إدخال قوة من عناصر حفظ النظام وسيطروا على الانتفاضة الأولى التي راح ضحيتها عدة إصابات خطيرة في صفوف المعتقلين”.
ليضيف بعد ذلك معاناة السجناء في السنة الأولى من الاعتقال والتعذيب وكيف حاول السجناء كسر الظلم الملقى عليهم على الرغم من وجودهم في قبضة جلادهم فقد جاء في المقال: “بعد ازدياد الأعداد داخل السجن مع مرور السنة الأولى على الثورة، كنا قد لقينا ما لقيناه من عذاب في هذا السجن الذي يصنف بأنه سجن مدني ومنع النظام المعتقلين من أداء فريضة الصلاة في اليوم الأول من شهر رمضان 2012 وهنا كانت الانتفاضة الثانية وتمكنا من السيطرة على السجن بشكل كامل من الداخل فحاول النظام قمع الانتفاضة بشتى الوسائل فاستخدم الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والشالة للأعصاب, وراح ضحيتها ثمانية معتقلين وعشرات الجرحى بحالات خطيرة، وهنا تدخل وجهاء حمص وعدة جهات محاولة التهدئة للوضع الذي آل إليه سجن حمص المركزي ومن بعد هذه الانتفاضة أصبح النظام يهدد ويتوعد بالدخول وارتكاب مجزرة بحقنا رغم أننا عزّل ولا نمتلك أسلحة ولا شيء سوى كلمتنا التي يحاولون أن يخفوها وقد ناشدنا عدة منظمات وعدة جهات للسعي في إخراجنا من جحيم هذا المكان وكل فترة نتعرض لمشاحنات مع إدارة السجن وتؤدي إلى قطع الماء والكهرباء والطعام عنا، ويتم إنهاء هذه الأمور بعد عدة مفاوضات بين لجنة من المعتقلين وضباط سجن حمص المركزي”.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد.