لطالما كانت فريضة الحج من الفرائض التي يطمح السوريون لتأدية مناسكها، ومع اقتراب موسم الحج لهذا العام أعلنت لجنة الحج العليا السورية عن بدء التسجيل للموسم الرابع على التوالي للحجاج السوريين وذلك اعتبارا من 16 / 4 / 2016 م وحتى 5 من شهر حزيران القادم.. والموعد قابل للتمديد حسب ما تقتضيه الحاجة.
أثار ملف الحج غضب النظام وسخطه، بعد أن تم سحبه منه وتسليمه للجنة الحج العليا السورية من قبل وزارة الحج السعودية وقد حازت اللجنة العام الماضي على تقييم متقدم من وزارة الحج السعودية لقاء جودة أدائها. شروط التسجيل للموسم الجديد أن يكون مقدم الطلب يحمل جواز سفر سوري صالح لمدة ثمانية أشهر من تاريخه أو وثيقة سفر سورية، وأن يكون قد أتم 18 عاما من عمره، وأن يكون محرم شرعي للمرأة لمن هي من مواليد 1/8/ 1971 وما بعد ويحتاج المحرم وثيقة لإثبات صلة القربى، هذا ولا بد من مرافق في حال كان الحاج مريضا أو كبيرا في السن على ألا يكون مقدم الطلب قد حج العام الماضي ويستثنى من ذلك المرافق أو المحرم.
وفي حديث خاص مع مدير مكتب الحج في الريحانية الأستاذ هشام خطيب للمركز الصحفي السوري :” نظرا لكثرة إقبال السوريين على التسجيل عملت اللجنة جهدها على توسيع نطاق مكاتبها في مناطق انتشار السوريين، إذ يوجد مكاتب دائمة تشمل منطقة باب الهوى الحدودية بين سوريا وتركيا، وفي إسطنبول، وغازي عنتاب، والريحانية، والقاهرة، وعمان، وبيروت، ومكة المكرمة، بالإضافة لمكاتب مؤقتة تم افتتاحها لتسهيل أمور السوريين في مرسين التركية والإمارات وقطر والكويت”..
أما بالنسبة للتكلفة فالراغب بالحج يدفع في مرحلة التسجيل الأولى 50 دولارا في دول المكاتب و100 دولار خارجها وهو رسم تسجيل للمصاريف الإدارية والتطويرية للحج السوري، ويمكن استرداد المبلغ في حال كان الاعتذار صادرا عن اللجنة فقط، أما بالنسبة للتكلفة الإجمالية لرحلة الحج فلا تتضح الآن وتحتاج لفترة من الوقت كي يتم تحديدها ، أما كلفة الحج للعام الماضي فقد بلغت 2150 دولارا مع رسم التسجيل وذلك في الجنوب التركي و تختلف الكلفة بين مطار وآخر بحسب اختلاف سعر تذكرة الطيران كما حذر الخطيب السوريين من الوقوع في فخ المكاتب الوهمية غير المعتمدة التي تعمل على سياسة النصب والاحتيال بهدف أخذ مبالغ مالية من الراغبين بالتسجيل علاوة على الكلفة الحقيقية.
وبعد انتهاء فترة التسجيل ترسل اللجنة رسائل لجميع المقبولين ليحضروا لمكاتب اللجنة ويسددوا التكلفة المالية كاملة والتي تتضمن حقائب السفر ومناشف الإحرام وتذاكر الطيران ذهابا وإيابا والسكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتنقلات في المملكة ووجبة طعام واحدة فضلا عن الخيام اللازمة لوقوف عرفات ومنى، و عندها يختار الحاج المجموعات التي ستشرف على خدمته في الأراضي المقدسة، ويُسلم الحاج كتيبا إداريا يحتوي على حقوقه وواجباته وكتيبا آخرَ يحوي فقه الحج بأسلوب ميسر ومبسط.
وعن التحضيرات والتجهيزات لموسم الحج الرابع أفادنا الخطيب أنه تم تجهيز المكاتب بكافة الاحتياجات قبيل البدء بالتسجيل، كما تم ترتيب الملفات الرئيسة كلها، وأهمها التسهيلات التي وعدت بها حكومات البلدان التي يسافر منها الحجاج السوريون. وفيما يخص العقبات والصعوبات التي تواجه إدارة الحج قال:” تحاول اللجنة تذليل العقبات قدر المستطاع لتأمين الراحة والأمان للحجاج، ومن أبرزها سفر الحجاج من مناطق وبلدان عدة، فقد تم حلها عن طريق التنسيق والتواصل مع إدارة المطارات فيها لتسهيل ما أمكن خدمة لضيوف بيت الله الحرام”.
وأضاف قائلا :” أما العقبة الثانية لمن يسافر من تركيا تكمن في إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وفرض فيزا على من يريد العودة إلى تركيا من السوريين، وبعد جهود مكثفة من إدارة اللجنة تم التواصل مع الجانب التركي ووُعِدنا بجملة تسهيلات كدخول من يسكن في سوريا عبر المعبر ترانزيت ذهابا وإيابا، والسماح لمن يسكن في تركيا بالسفر ذهابا وإيابا أيضا وستُرفع قوائمُ بأسماء الحجاج لقبولها و تسهيل سفرها”.
أياد بيضاء تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتسهيل أمور الحجاج السوريين، متحدّين جميع العوائق والصعاب التي قد تعترضهم، آملين أن يكون موسم الحج لهذا العام أفضل من السابق وأن يؤدي ضيوف بيت الله الحرام مناسك الحج بكل راحة وطمأنينة، لعلّ دعواتهم الصادقة في أيام الحج الفضيلة مستجابة بالفرج على بلدهم سورية وبالنصر على من يحاول المساس بكرامتهم وهويتهم .
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد