#المركز الصحفي السوري#
“ماهر الحاج أحمد” 2014/12/16
تعد البطالة في المجتمع السوري من أكثر الأزمات التي أدت إلى إنهيار الإقتصاد السوري إلى الحضيض، فبعد هذه السنوات من عمر الثورة السورية، شهدت البلاد إرتفاعا كبيرا بمعدلات البطالة، إرتبط بشكل كبير بالتضخم الحاد الذي تعيشه، حتى بات إقتصاد البلاد يلفظ الأنفاس الأخيرة، فهو منهار تماما، كما أن هذاالإنهيار لن يتوقف ويعود للنمو بعد إنتهاء الأزمة، ولكن سيستمر بأوضاعه الكارثية هذه، لأن بلدا إنهار فلا إقتصاد ينمو بسهولة فيه.
فكانت نتائج إرتفاعها نسب البطالة متسارعة بشكل مذهل، فبينما كان معدلها عام (2010) هو “10%”، نجده عام (2012) “48,8%”، كما أفاد تقرير المركز السوري للبحوث والسياسات، هذه النسبة جعلت عدد العاطلين عن العمل “2,5” مليون شخص، لتستمر هذه المعدلات بالإرتفاع مسايرة الاحداث لتصل عام (2013) إلى “60%” أي “3.032” مليون شخص، كما أوضحه تقرير مجلة “الأيكونوميسيت البريطانية”.
أما بالنسبة لمعدلات البطالة في القطاع الخاص الذي يشغل (3.682) مليون عامل فلقد ارتفعت إلى أكثر من “75%”، نتيجة تراجع المشاريع الاستثمارية بنسبة “50%”، وأكده بحث المنتدى الاقتصادي السوري حول المصانع في سورية أن نسبة البطالة في القطاع الخاص تجاوزت “88%” في نهاية عام (2013).
حيث أن الذي زاد من موضوع البطالة تفاقما هو قيام العديد من أرباب العمل في القطاع الخاص بتسريح عمالهم، لأن معظم أعمالهم توقفت بسبب الأحداث، حيث أشارت مؤسسة التأمينات الاجتماعية في سوريا إلى إرتفاع عدد العمال المسرحين من القطاع الخاص من “70” ألف عامل خلال العام (2012)، إلى ما يقارب من “130” ألف عامل حتى منتصف العام (2013)، مع العلم أن هؤلاء العمال تم تسريحهم دون الحصول على تعويضاتهم، لأن القانون الرقم “17” للعام (2010) الناظم لعلاقات العمل في القطاع الخاص قد منحم الحق في الفصل التعسفي للعمال.
أبو علاء أحد جيراني المقربين، كان يعمل في معمل للزيوت في دمشق، يقول “فصلت من عملي منذ سنة ونصف تقريبا دون أن أحصل على تعويض الأحد عشر عاما قضيتها في المعمل، وأنا منذ ذلك الوقت حتى الآن بدون عمل، وحالي حال الآلاف الذين باتو في منازلهم صفر اليدين”.
حال أبي علاء هذا حال الآلاف الذين باتو لاعمل ولامرود يساعدهم على تلبية متطلبات الحياة، التي عندما كانو على رأس أعمالهم يعجزون عن تلبتها بالشكل المطلوب، فكيف الآن وقد أصبحوا بلاعمل ولاحتى مردود بسيط يساعدهم في تحمل أعباء الحياة، ناهيك عن الأسعار التي جنت جنونا فظيعا قياسا بحالها قيل الأزمة، فعامل يعمل، وأسعار منخفضة، ويقصر في تحمل أعبائها، فكيف به الآن بلاعمل والأسعار أضعاف مضاعفة.